فجر الأهلي المصري واحدة من أكبر مفاجأة دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم، بانتزاعه اللقب الغالي من قلب العاصمة التونسية، بفوزه على الترجي الرياضي بهدفين لواحد في إطار إياب الدور النهائي على الملعب الأولمبي برادس في العاصمة التونسية. بن عبد القادر قدم الأهلي مواجهة من طراز عالمي نجح من خلالها في فرض سيطرته التامة على جميع مناطق الملعب، في وقت لم يحضر فيه الترجي هذه المواجهة بعدما قدم فريق باب سويقة واحدة من أسوأ مبارياته في أرضه على مدار تاريخه الطويل وفاجأ الجميع بمستوى متواضع للغاية. فرض النقص العددي في صفوف الترجي على معلول بغياب الثلاثي الدربالي والتراوي وأفول، إجراء العديد من التغييرات في اللقاء الذي خاضه بطريقة 4-2-3-1 من خلال الدفع بشاكر الزواغي في مركز الظهير الأيمن إلى جانب قلبي الدفاع بن منصور والهيشري والقائد شمام الظهير الأيسر، وإعتمد على المويلهي والراقد كمحوري إرتكاز أمامه الثلاثي الهجومي العواضي وبوعزي ومفاجأة اللقاء المساكني ،مع الدفع بنيانغ كرأس حربة وحيد. الأهلي تحت قيادة البدري دخل اللقاء بنفس الطريقة بإعتماده على قلبي الدفاع نجيب وجمعة وفتحي في الجانب الأيمن مع الدفع بأحمد شديد كظهير أيسر ، وأشرك الثنائي عاشور وغالي في الإرتكاز مع تكليف الثلاثي جدو وسليمان والسعيد بمهام هجومية تحت رأس الحربة السيد حمدي. في سيناريو مشابه لبداية لقاء الذهاب، نجح الأهلي في إمتلاك منطقة الوسط من خلال الضغط على لاعبي الترجي في مناطقهم الدفاعية، وشكلت الجبهة اليسرى في الفريق الأحمر مفتاحاً هجومياً خطيراً بفضل تحركات سليمان وجدو وحمدي الذين تناوبوا الإختراق من هذه الجبهة ومن خلفهم شديد قناوي في محاولة لإستغلال غياب الدربالي وأفول. الأهلي يمثل إفريقيا في مونديال الأندية فوز الأهلي بالقب القاري السابع في تاريخه، مهد له الطريق من انتزاع اللقب الغالي من بين أيدي الترجي، وبذلك سيمثلون القارة الإفريقية في مونديال الأندية منتصف الشهر المقبل بالعاصمة اليابانية طوكيو. افتتح الأهلي التسجيل عبر مهاجمه محمد ناجي جدّو في آخر دقيقة من المرحلة الأولى، قبل أن يدعّم زميله وليد سليمان النتيجة في الدقيقة ال17 من المرحلة الثانية، في حين سجّل الكاميروني جوزيف يانيك نيانغ هدف تضليل الفارق للترجي قبل ستة دقائق من صافرة النهائية، هذه الكأس هي السابعة في تاريخ الأهلي صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالمسابقة، وبالتالي يخلف شقيقه الترجي على زعامة القارة بعدما رفعها الأخير في الموسم الماضي أمام الوداد البيضاوي المغربي. الأهلي يكسب عاشر صدام عربي في دوري الأبطال الصدام العربي هذا العام، في أغلى الكؤوس الأفريقية بين الترجي والأهلي، هو العاشر من نوعه لحساب تاريخ المسابقة من بينها 5 مواجهات جمعت الأندية التونسية والمصرية على محك خط النهاية، افتتحها الترجي والزمالك عام 1994 (0-0 في القاهرة و3-1 في تونس) والأهلي والنجم الساحلي عامي 2005 (0-0 في سوسة و3-0 في القاهرة) و2007 (0-0 في سوسة و1-3 في القاهرة) والأهلي الصفاقسي عام 2006 (0-0 في القاهرة و1-0 في رادس). أول فوز للأهلي على الترجي في تونس يعد هذا هو الفوز الأول للأهلي على الترجي في تونس في تاريخ لقاءات الفريقين ، كما يعد هذا هو الفوز الإفريقي الأول لحسام البدري مع الأهلي خارج مصر، كما أن هذه هي المرة الثانية التي يحرز فيها الأهلي اللقب بنفس المعلب بعدما أحرزه في المرة الأولى على حساب الصفاقسي عام 2006. أول مواجهات الفريقين الأهلي والترجي على السطح القاري مندرجة ضمن الدور ثمن النهائي لمسابقة بطولة أفريقيا للأندية البطلة بالمسمى القديم (دوري أبطال أفريقيا حالياً) عام 1990 حيث تعادلا ذهاباً وإياباً وفاز الترجي بركلات الترجيح ليكمل مشواره بنجاح آنذاك، فيما التقى الفريقان للمرّة الأخيرة العام الماضي في دور المجموعات، ففاز الترجي 1-صفر ذهاباً في تونس، وتعادلا 1-1 إياباً في القاهرة، ليتأهل عريق الكرة التونسية إلى دور الأربعة ثم النهائي، حيث تُوّج باللقب على حساب شقيقه الوداد كما سبق ذكرنا آنفاً. الأهلي.. التتويج الغالي يأتي تتويج الأهلي المصري باللقب الغالي في ظل توقف منافسات كرة القدم المحلية في مصر بعد (مذبحة) ملعب بورسعيد وتعين على الأهلي خوض مبارياته في دوري أبطال إفريقيا - التي بدأها أمام البن الإثيوبي في مارس - بدون جمهور لأسباب أمنية، ورغم غياب الجماهير، إلا أن لاعبي الأهلي تمكنوا في نهاية المطاف من الصعود فوق منصة التتويج وفي تونس أمام العملاق الترجي. قالوا بعد اللقاء حسام البدري (مدرب الأهلي): "الحمد لله حققت أغلى أمنية في حياتي" (المباراة تليق بالنهائي الإفريقي ومباراة اليوم تمثل بالنسبة لي أشياء كثيرة جدا أولها أننا واجهنا صعوبات كبيرة وكنت أتمنى الفوز بها لأهديها لأرواح الشهداء). وأضاف (كنت أتمنى أن يكون النهائي في تونس وأفوز به وهي أمنية تحققت أيضا). وأضاف البدري (كنت أتمنى الفوز بالبطولة لكي أهديها للاعبين الكبار مثل وائل جمعة ومحمد أبو تريكة ومحمد بركات وحسام غالي كان رائعا وقاد الفريق بشكل رائع). وتابع (هاجمتني وسائل الإعلام كثيرا وقالت صحيفة مصرية إنني مدرب لا يفوز خارج أرضه لكن الحمد لله هذه خامس بطولة أحصل عليها في دوري أبطال إفريقيا). نبيل معلول (مدرب الترجي): "الأهلي استحق الفوز" (بدون أدنى شك الترجي لم يكن في يومه وبعض اللاعبين المهمين لم يكونوا في يومهم. يوسف المساكني مشكور وأصر على المشاركة رغم الإصابة). وأضاف (دخلنا المباراة متأخرين وعند الدخول سجل الأهلي هدفا من هجمة مرتدة. الأهلي لم يسرق الفوز بل كان الأفضل). وتابع (الترجي كان خارج نطاق الخدمة. النتيجة والتألق في برج العرب في مباراة الذهاب تسببا في ارتكابنا أخطاء في الاياب، جاءت لنا ثلاث فرص فقط في المباراة أمام جماهيرنا والأهلي استحق الفوز). أبو تريكة ينفي اعتزاله ويؤكد: " شهداء بورسعيد وراء الفوز باللقب" أكد مهاجم الأهلي المصري محمد أبو تريكة أن ناديه كان الأجدر بالفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا، حيث سيطر على مباراة الذهاب والإياب وأثبت أنه يبقى دوما من الفرق الكبرى التي تلعب فقط من أجل الألقاب. وقال أبو تريكة لإذاعة موزاييك التونسية: (قد يتساءل البعض عن سر قوة الأهلي المصري وهنا أجيب أن أحداث بورسعيد منحتنا إصرارا كبيرا على الوصول إلى أعلى القمة. أما عن خبر اعتزالي فأنا أفند هذا الخبر وأقول ليس هذا وقته لأني أطمح إلى التواجد مع المنتخب المصري في مونديال البرازيل إن شاء الله). وائل جمعة: "انتظرونا في مونديال اليابان" أبدى مدافع الأهلي المصري وائل جمعة سعادته بتتويج فريقه بلقب دوري أبطال أفريقيا وأكد وائل جمعة أن الأهلي كان الأحق بالفوز باللقب القاري مقارنة بالسيطرة التي فرضها في مباراة الذهاب ومباراة الإياب. وتابع يقول: تعاهدنا على إهداء اللقب إلى أرواح الشهداء في بورسعيد وشهداء أسيوط، والحمد لله أننا نجحنا في إنجاز الوعد، الأهلي لن يقف عند هذا الحد وانتظرونا إن شاء الله في مونديال الأندية باليابان. وجدي بوعزي: "الغيابات أثّرت على الترجي" اعترف مهاجم الترجي التونسي وجدي بوعزي بأن نادي الأهلي استحق الفوز بهذه البطولة وبأن الترجي أثرت عليه الغيابات والإصابات وأن الحظ أدار ظهره اليوم للترجي وقال بوعزي: نحن نشعر بمرارة الهزيمة لأننا كنا نمني النفس بالفوز بهذا اللقب وإهدائه إلى جماهير الترجي لكن لكرة القدم أحكامها، وفي قوانينها يوجد الربح والتعادل والخسارة.. علينا طيّ صفحة النهائي والعودة إلى العمل الجدي حتى نعود مجددا إلى الانتصارات وإلى الفوز بالألقاب.