* أنا مسؤولة عن موظفات، وإحدى هذه الموظفات لا تلتزم بشروط العمل ولا تنجز عملها بالشكل الصحيح، وقد طلبت منا الإدارة إنهاءَ خدماتها، فهل هذا الشيء يعتبر ضمن قطع الرزق؟ ** من المعلوم أن من مبادئ العدل الوظيفي مبدأ المكافأة والعقوبة، فالمكافأة لمن أتقن العمل، والعقوبة لمن قصَّر فيه، ويشهد لهذا المبدأ قول الله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) (النحل 90)، وقوله تعالى (وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى) (النجم 39-41). وبناء على هذا - أختي السائلة - عليك أن تؤدي عملك على الوجه الأكمل دون ظلم لأحد، ولا تقصير في العمل، فالممنوع إنما هو ظلم الموظف بعدم إنصافه، أو إعداد التقارير المزوَّرة عليه، أو أي نوع من أنواع تضييع حقه. أما إعداد التقارير الصحيحة التي تبيِّن مدى عمل كل موظف، ومدى تقصيره أو إتقانه في العمل، فهذا من العدل الذي أمر الله سبحانه وتعالى به، حتى ولو ترتب عليه إنهاء خدمة الموظف، بل من الظلم سكوت المسؤول على تقصير الموظف التابع له بعد علمه بذلك، فهذا ظلم للمؤسسة التي ائتمنت هذا المسؤول على تقييم أداء موظفيها، وكذلك فيه ظلم من جهة أنه يسوي بين من يعمل بشكل صحيح ومن لا يعمل، ومن جهة أخرى فإنه ينبغي ملاحظة أن هذه التقارير يتم على أساسها الترقية من عدمها، والاستمرار في العمل من عدمه، وبالتالي يجب على من يُعدّها أن يراعي صدقها ونزاهتها لما يترتب عليها من منافع ومضار. وإن إنهاء خدمة الموظف الذي لا يصلح لوظيفته ليس ظلماً ولا قطعاً للرزق، فإن الله تعالى قد تكفل برزق عباده فقال (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (الذاريات 22-23).. وتأكدي أن الله تعالى قد فتح له باباً آخر للرزق بعد انتهاء خدمته لديكم. والله تعالى أعلم.