''فتنة المال هي فتنة هذه الأمة''، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال• وقال رسول صلى الله عليه وسلم ''والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا كما فُتحت على من كان قبلكم، فتتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم''• بهذا الحديث بدأ الشيخ محمد حسان حلقة جديدة من برنامج ''مفاتيح الخير'' • وتساءل عن كيفية نظرة الإسلام إلى المال وحكم المال في الإسلام، وهل الشريعة تأمرك أن تكون غنيًا صاحب مال، أم أن الشرع يأمرك أن تكون فقيرًا لا تجد المال؟ أي الأمرين أحب إلى الله؟ هذا هو السؤال• وقال : فمن كثرة ما جرى من الكلام عن ذم الدنيا وعن ذم المال كأنه وقع في خلد كثير من الناس أن الإسلام ينهى عن الغنى، وينهى عن السعي• وهذا القول غير صحيح، غير صحيح، وإنما الحقيقة أن الله جل جلاله وهذا أصل نؤصله أن الله جل جلاله خلق العبد لعبادته، ''وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ''، ''قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ''، الشاهد أن الله خلقك لعبادته، ومن أجل ذلك تكفل لك برزقك، فقال سبحانه: ''وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ'' (الذاريات : 23)• وقال: ''وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا''• إذًا أنك خُلقت لعبادة الله، ما خلقك الله ولين لك مفاصلك إلا لتعبده، قال الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ''إنا أنزلنا المال لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة''• لذلك هذا المال ليس ملكك، وإنما هو ملك الله قال سبحانه وتعالى: ''وآتوهم من مال الله''• وقال سبحانه ''وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه''• أصَّل بن القيم على هذا قاعدة فقال: ''أنت مملوك ممتحن في صورة مالك متصرف''• صورتك مالك، هذه السيارة التي أمام الباب سيارتك ملك، هذه هي الصورة، متصرف تتصرف فيها كيف شئت، إن شئت أحرقتها، وإن شئت زينتها• مالك متصرف، لكنك في الحقيقة مملوك ممتحن، لابد أن تحفظ هذين الأمرين، أنك مملوك، فأنت وما تملك ملك لله•