أعرب سكان قرية (ثامسيفث) التابعة لبلدية آسي يوسف بدائرة بوغني بالجهة الجنوبية لولاية تيزي وزو، في نداء وجهته لجنة القرية الى السلطات المعنية، عن خوفهم الشديد من الأوبئة والأمراض المتنقلة عبر المياه بعدما اختلطت المياه القذرة بالمنبع الرئيسي الذي يمون سكان القرية بالماء الصالح للشرب. قال السكان أن هذا المنبع قد تعرض منذ أيام للتلوث ولاحظوا تلون مياهه وميلان لونها نحو السواد بعد تسرب كميات هائلة من المياه القذرة إليها، بسبب تسربات كبيرة للقناة الرئيسية للمياه القذرة الخاصة ببلدية ايت بووادو العابرة بالقرب من مكان تواجد هذا المنبع الذي يعود عهد استغلاله من قبل المواطنين لسنوات الاستعمار الفرنسي. ونظرا لمياهه العذبة التي ألف المواطنون تناولها منذ الماضي البعيد، بقي هذا المورد المصدر الرئيسي لمياه الشرب التي يتناولها سكان المنطقة خصوصا سكان قرية (ثامسيفث) وبعض القرى المجاورة لها. وقد تم إعادة تهيئته في السنوات الأخيرة من طرف سكان القرى المستفيدة منه لكن دون تدخل الجهات المعنية للتأكد المستمر من صلاحية المياه للاستهلاك. ورغم الشكاوى والنداءات الموجهة للسلطات، إلا أنه لغاية كتابة هذه الأسطر يقول السكان لم يتقدم إليهم سوى مصالح فرع مديرية الري بالمنطقة التي أخذت عينات من المياه من أجل إجراء التحاليل عليها والتأكد من مدى خطورتها على الصحة العامة. ويناشد السكان الجهات المعنية والسلطات المحلية ببلديتي ايت بووادو وآسي يوسف للتدخل من أجل إصلاح قناة المياه القذرة وتصفية مياه المنبع الملوث الذي قال السكان بشأنه أنهم ليسوا على استعداد للتنازل عنه واستهلاك مياه أخرى غير مياه هذا المنبع. وما زاد من تخوف السكان هو تلوث مياه منبع بعرش آث كوفي في الشهر المنصرم والذي تضرر من جراء تناول مياهه العشرات من المواطنين الذين نقلوا الى مستشفى بوغني لتلقى العلاج وتأكد بأن إصابتهم تمثلت في تسمم جراء تناولهم لمياه ملوثة، وتبين بأن السكان كانوا قد قاموا بعمليات تنظيف للمحيط وكذا المنابع الطبيعية ولم يقم الشباب بإعادة غلق سقف المنبع بإحكام ما جعل الأمطار تجرف إليه أوساخا كثيرة لوثت المياه. نفس الأمر شهدته بلدية ميزرانة بالجهة الشمالية لولاية تيزي وزو خلال شهر رمضان الماضي، حيث نقل 15 شخصا الى المستشفى في ليلة واحدة كحالات مستعجلة، دون ذكر الحالات التي نقلت فرادى وقد تبين بأن السبب راجع الى تسرب المياه القذرة كذلك.