دعا الرئيس المصري محمد مرسي، الليلة قبل الماضية، الشعبَ المصري إلى الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، يوم السبت الخامس عشر من ديسمبر الجاري، لتنتهي بذلك المرحلة الانتقالية الحالية. جاء ذلك خلال مراسم تسليم المسودة النّهائية للدستور في حضور الرئيس مرسي والمستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية، وأعضاء الجمعية، وعدد من المسئولين المصريين في مقدمتهم رئيس الوزراء هشام قنديل، وشيخ الأزهر أحمد الطيّب. وأثنى مرسى على دور الجمعية التأسيسية وجهدها الكبير، رغم الضغوط التي تعرّضت لها، وأثني كذلك على الأعضاء المنسحبين ودورهم في صياغة هذا الدستور، كما وجّه الشكر للقضاة وأثنى على دورهم فى فضح تزوير النظام السابق. ومن جانبه، قال المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية للدستور المصري في كلمته التي سبقت كلمة مرسي إن (الاستفتاء على الدستور ينهي الفترة الانتقالية ويسقط جميع الإعلانات الدستورية)، مؤكّدا أن الجمعية بذلت جهودا كبيرة لصياغة في هذا الدستور. كما دعا الغرياني الرئيس المصري إلى (دعوة الشعب المتعطش للاستقرار إلى الاستفتاء اليوم قبل الغد، لتجني الثورة ثمار صبرها وكفاحها ويهنأ الشهداء في جنتهم العالية). من جهة أخرى، وفيما يبدو أنه استجابة لدعوة الدكتور محمد البرادعي، طالب رئيس البرلمان الأوروبي بالضغط على الرئيس المصري محمد مرسي للحدّ من سيطرة الإخوان المسلمين على السلطة في البلاد. وقال مارتن شولتس في حديث مع مجلّة (فرانكفورتر ألجماينه زونتاغس تسايتونغ) الألمانية في عددها أمس الأحد: (على الاتحاد الأوروبي أن يوضح بما لا يحتمل اللبس أنه بدون الديمقراطية التعددية في مصر لن يكون هناك تعاونٌ اقتصادي أو سياسي"، وأضاف: "الاستيلاء على مقدرات الدولة ليس بالأمر الذي نعدُّه صوابًا). وهاجم شولتس -وهو من أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني- الرئيسَ مرسي بشدّة، زاعمًا أن الشيء الوحيد الذي يفهمه نظامه هو الضغط الاقتصادي، وأن (جماعة الإخوان المسلمين يستغلون المشاعر الدينية لأغراض سياسية)، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية. وكان الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور المصري والرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد طالب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالضغط على النظام المصري، وأن تعلن موقفها بوضوح وحسم من الأحداث الجارية في مصر، كما زعم في حوار مع جريدة ديرشبيغل الألمانية أن أعضاء الجمعية التأسيسية لوضع الدستور (لا يؤمنون بالديمقراطية، ولا يعترفون بالهولوكوست ويحرِّمون الموسيقى)، لهذا انسحبوا منها.