تنظم شركة (سويس آرت غيت) حاليا، وبالتعاون مع (بروارت غاليري دبي)، معرضا تحت عنوان (الفن الكلاسيكي) يقام في قصر (الإمارات)، حيث انطلق في 21 نوفمبر الماضي ويستمر حتى 19 جانفي 2013. يضم المعرض أعمالا لفنانين مشهورين من القرن العشرين مثل بابلو بيكاسو، هنري ماتيس، خوان ميرو، سلفادور دالي، جورج براك، ميشيل ماري بولان، برنار لورجو، فرنسوا جال، مقبول فدا حسين، كلود فايسبوش، زاخاروف، جون فرنسوا لاريو. وهي أعمال فنية دولية وفريدة من نوعها، تأخذ الزوار في رحلة عبر طرق وأساليب الفن في القرن العشرين مع أساتذة المدرسة التكعيبية والمدرسة السيريالية وغيرهما. ويضم المعرض تشكيلة واسعة ومختلفة من الأعمال، واللوحات الزيتية، والمطبوعات الأصلية والموقعة من الفنانين. تجسد اللوحات المعروضة لبيكاسو والتي تعود إلى عام 1964 هذا الاتجاه الفني الذي ظهر في فرنسا في بدايات القرن العشرين (1909 تقريبا) واتخذ من الأشكال الهندسية أساسا لبناء العمل الفني، إذ قامت هذه المدرسة على الاعتقاد بأن الهندسة هي أصل للأجسام، فاستخدم فنانوها الخط المستقيم والخط المنحني، فكانت الأشكال فيها إما أسطوانية أو كروية، وكذلك ظهر المربع والأشكال الهندسية المسطحة في المساحات التي تحيط بالموضوع، وتنوعت المساحات الهندسية في الأشكال تبعا لتنوع الخطوط والأشكال واتجاهاتها المختلفة. ولهذا فإن (التكعيبية) ركزت على فكرة النظر إلى الأشياء من خلال الأجسام الهندسية خاصة المكعب، فهي تقول بفكرة الحقيقة التامة التي تأخذ كمالها وأبعادها الكلية، عندما تمتلك ستة وجوه، كالمكعب تماما، فالتوصل إلى هذا الهدف لا يتحقق إلا عن طريق تحطيم الشكل الخارجي والصورة المرئية. وهناك أثر واضح للأقنعة الأفريقية على التكعيبيين. يستخدم هنري ماتيس، الفنان والنحات الفرنسي (1869 - 1954)، زعيم أول حركة فنية ظهرت في القرن العشرين، تدريجات واسعة من الألوان المنتظمة، في رسوماته. وكذلك يعتبر من أبرز الفنانين التشكيليين في القرن العشرين. وتتضمن أعماله المعروضة في هذا المعرض روحا تصويرية، ومنقوشات، ومنحوتات، ومطبوعات. ولوحته المعروضة عنوانها (تيني)، وهو اسم زوجة ابن ماتيس الأصغر. كما تُعرض بعض اللوحات لخوان ميرو، الرسام والنحات الإسباني المولود في برشلونة سنة 1893 والمتوفى سنة 1983. ويعتقد مؤرخو الفن أن ميرو تأثر بأميركا الوسطى. وأحب ميرو الفن الشعبي الإسباني، وبسبب هذا الحب فإنه نشأ كفنان فطري يرسم المناظر الطبيعية، وهي التي تميز لوحاته في المعرض في تصويرها للريف الإسباني وسعيها لتأويله مع التركيز على الطابع الخيالي الذي يحاول إضفاءه بين الحين والآخر على جزئيات هذه الطبيعة في عمله الفني. وفي 1973 بدأ خوان ميرو نشر عمله في الطباعة (سالا كاسبار) في برشلونة. أما لوحات مارك شاغال، الفنان الروسي الفرنسي المولود في سنة 1887 والمتوفى سنة 1985، فتتركز على رسم الخيال الفانتازي، إذ كان متأثرا بالطيوف الخيالية والخطوط الملونة، واعتمد على نسج الذكريات ورسمها بكل إحساس مرهف وشفافية. كان يرى الأشياء بعين خيالية تولج الحاضر بالماضي، متأثرا بالتكعيبية الفرنسية. فيما تتميز بعض لوحات سلفادور دالي المعروضة بأنها تسير على النهج السريالي الذي عرف به. إنها لوحات تصدم المشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصية دالي وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة. وهي تجسد حياة دالي وفنه، بمزيج من الجنون الفني والعبقرية. لكن دالي يبقى مختلفا واستثنائيا في فوضاه. يتضمن هذا المعرض أعمالا وتخطيطات مهمة لكل من بابلو بيكاسو، هنري ماتيس، راؤول دوفي، جورج براك، خوان ميرو، سلفادور دالي، مارك شاغال، ميشيل ماري بولان، وبيرنار لورجو، ألكسندر زاخاروف، جان فرنسوا لاريو، سوزان فالادون، جان فوليه. وفرنسوا غال، وكلود ويسبوش. وقد وصل سعر إحدى لوحات سوزان فالادون إلى 389 ألف درهم.