تعتبر قرية لفاتح التابعة إقليميا لبلدية ونوغة التي تبعد عن عاصمة الولاية المسيلة بحوالي 100 كلم، من بين البلديات النائية والتي يعاني سكانها الكثير من المشاكل والتي يحاول موطنوها رفعها للمصالح المعنية قصد برمجة مشاريع من شأنها رفع الغبن عنهم. قادتنا جولتنا الاستطلاعية إلى بلدية لفاتح الواقعة غرب بلدية ونوغة، والتي تتواجد إلى جانب دائرة سيدى عيسى، هذه الأخيرة التي تتربع على مساحة كبيرة وعلى موقع إستراتيجي كونها تتوسط بلدية ونوغة ودائرة سيدي عيسى، غير أنها تنقصها العديد من المرافق والتي تسمح بتوفير عيش كريم للمواطن ، ومنذ الوهلة وننحن نصل إلي القرية كان إهتراء طرقاتها عنوان بارز لأولى المشاكل الذي قد يطرحه الموطن بين تواجد الكثير لمطبات الحفر وسوء أرضية الطريق الذي مر عليها زمن كبير ، فيما عبر بعدها سكانها عن نقص الإنارة داخل القرية والتي تخلق نوع من الهلع لدي السكان ليلا خاصة وأن المنطقة واقعة في عزلة تامة ولا تتوفر على مركز للأمن بالقرية، فقرية لفاتح تعتبر كأحد القرى التي عانت ويلات العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر وحمل أولاد تضحيات آنذاك، فتتوفر القرية على مدرسة ابتدائية (طيهار الصديق) ومسجد لأداء الصلوات الخمس، فيما يتوجه المصلون لأداء صلاة الجمعة إلى أحد المساجد والتي تبقى بعيدة عن القرية فيما يعرف العديد من التلاميذ القاطنين في القرية والذين يزاولون دراستهم في المتوسطة والثانوية القريبة لقريتهم يعانون من غياب النقل الأمر الذي أرهق التلاميذ مما أجبرهم التنقل عبر سيارة من نوع 404 ، فسكان هذه القرية المنسية بحسب تعبير أحد ساكينيها، وتشهد منازلهم التي تؤويهم الكثير من التشققات ناهيك عن هشاشة جدرانها، يحدث هذا في ظل الشح الكبير من مصالح البلدية لبرمجة مشاريع الدعم الريفي قصد ترميم منازلهم التي تعرف عددها حالة مزرية والمهددة بالانهيار في أي لحظة، في انتظار أن تتدعم القرية من العديد من البناءات الريفية والتي من شأنها تغطي العجز السكني في القرية. وأمام هذا الوضع الصعب لسكان القرية الذين ينتظرون أن تتوفر قريتهم على عيادة خاصة تؤمن لهم صحتهم فيما يبقى العديد من الفلاحين يعلقون أمالهم في ما تدره أراضيهم وما تحملهم أيديهم بعد تربيتهم للمواشي، لذا يرفع سكان قرية لفاتح من السلطات المعنية أن يفتح لهم برامج تقي شبابها من شبح البطالة وترفع الغبن عن سكانها وتولي أهمية بالجانب الفلاحي في المنطقة.