تحليل جديد للاستخبارات الأمريكية عن تطور العالم في فترة ما قبل عام 2030، أبرز أن (الخطر الأكبر) الذي بات يهدد روسيا هو التنامي السريع لأعداد المسلمين فيها بالتزامن مع انخفاض أعداد الروس. وقد أشار التقرير الاستخباراتي أنه من المتوقع قبل حلول عام 2030 أن نسبة عدد المسلمين في روسيا سترتفع من 14 % إلى 19 %. من جانبه نفى المحلل الروسي (سيرغي ماركوف) لصحيفة (كومسومولسكايا برافدا) أن يكون تنامي المسلمين في روسيا هو (الخطر الأكبر) عليها مبررًا وجهة نظره بقوله: (نحن نعيش مع المسلمين خلال مئات السنين). ويعود تاريخ الإسلام في روسيا إلى ما قبل أكثر من 1400 سنة تقريبا. فقد اعتنق الدين الإسلامي في منطقة حوض الفولغا رسميا قبل قرن من إعلان الأرثوذكسية دينا لروسيا. ويعتبر الإسلام الآن في روسيا هو الدين الثاني في البلاد بعد المسيحية الأرثوذكسية. يعيش في روسيا في الوقت الحاضر وفقا لتقييمات الخبراء من 11 إلى 24 مليون مسلم. ويتركزون تقليديا في وسط وجنوب حوض الفولغا ومنطقة الأورال وشمال القوقاز وسيبيريا. ويوجد عدد من المسلمين في موسكو وبطرسبورغ ومدن كبرى أخرى. يتوزع المسلمون في روسيا على 40 قومية أكبرها التتر، إذ يبلغون 5 ملايين مسلم (تشكل نسبتهم حوالى 4 % من السكان). وهذا يعني أن التتر يحتلون المرتبة الثانية بعد الروس من حيث عدد السكان في روسيا. يأتي بعدهم البشكير بحوالي مليون شخص، والشيشان الذين يشكلون مليون مسلم تقريبا، وفقا للإحصاءات الرسمية الروسية التي أجريت مؤخرا. ويصل عدد المسلمين في إقليمموسكو وفقا لمعلومات الإدارة الدينية لمسلمي الشطر الأوروبي من روسيا إلى ما لا يقل عن 3 ملايين شخص، وفي العاصمة نفسها حوالي 5ر1 إلى 2 مليون مسلم. والمسلمون في روسيا أغلبيتهم من أهل السنة ومن أتباع المذهبين الحنفي والشافعي. ويشكل أتباع المذهب الحنفي الأغلبية في منطقة حوض الفولغا وأعماق روسيا وسيبيريا بينما يسود المذهب الشافعي في القوقاز (باستثناء أذربيجان). ومن ناحية أخرى أعرب الباحث الروسي د. بيلوكرينيتسكي قبل خمس سنوات عن توقعه أن عدد المسلمين في بلدان أوروبا الغربية وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية سيتزايد بشكل كبير. ولفت الباحث إلى أن عدد السكان في روسيا واصل الانخفاض منذ بداية التسعينيات من القرن العشرين، الأمر الذي جعل روسيا تتطلع إلى اجتذاب المهاجرين لمواجهة التراجع في حجم السكان. ومن المرجَّح أن يكون معظمُ المهاجرين المحتملين إلى روسيا أبناء القوقاز وآسيا الوسطى، التي هي المناطق ذات الغالبية المسلمة. وتشير بعض التوقعات إلى أن المهاجرين وأبناءهم يمكن أن يشكلوا أكثر من نصف السكان في روسيا في منتصف القرن ال21 إذا استمر الحال على هذا المنوال، ونتيجة لذلك سيشكل المسلمون، على الأرجح، نصف السكان في روسيا في عام 2050. وإذا لم تتمكن روسيا التي بلغ عدد سكانها 143 مليون شخص في عام 2005، من إيقاف التراجع في عدد السكان فقد ينخفض عدد السكان فيها إلى 101 مليون شخص بحلول عام 2050، في حين يرتفع عدد السكان في آسيا الوسطى إلى 76 مليون شخص، بينما يرتفع عدد السكان في جنوب وسط آسيا، الذي يشمل آسيا الوسطى السوفيتية سابقًا وإيران وأفغانستان وباكستان، إلى 600 مليون شخص.