طالب محمد حاجى رحيموف، رئيس المفتين فى جمهورية روسيا الاتحادية، الدول الإسلامية بتقديم الدعم المعنوى لمسلمى روسيا، حتى يتعافوا من فترة الانغلاق الفكرى التى عاشوها فى ظل الاتحاد السوفييتى السابق. وأكد وقوف مسلمى روسيا إلى جانب إخوتهم فى فلسطين، مؤكدا أن قضية فلسطين هى قضية العالم الإسلامى جميعا، ولن نرتاح إلا بعودة الأقصى إلى أهله والصلاة فيه، مبينا أن عدد المسلمين فى روسيا تجاوز 25 مليونا. ولفت إلى أن القيادة الحالية للدولة منفتحة على المسلمين وتولى عناية بالإدارات الدينية، إذ بلغ عدد المساجد الرئيسية المخصصة لصلاة الجمعة 4 مساجد، ويتم بناء 3 مساجد حاليا، فى حين بلغ عدد المصليات أكثر من 30 ألفاً. وأشار إلى أن الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف يسعى إلى تفعيل وتعزيز العلاقات بين مسلمى روسيا ومسلمى المنطقة العربية، فضلاً عن زيادة التعاون فيما بينهم فى مجال تبادل الخبرات على مستوى الطرفين، مثمنا العلاقات الأخوية بين مسلمى روسيا وإخوتهم فى البلاد العربية، مشيداً بالسياسة الحكيمة التى تنتهجها القيادة الروسية فى تعاملها مع المسلمين. وقال رحيموف إن مسلمى روسيا لا يكتفون بالتعاون الودى مع الروس وباقى شعوب بلادنا، بل غدوا فى اعتقاد كثير من الباحثين حلقة الوصل بين العالمين الإسلامى والمسيحى عبر المساعدة والعمل على بناء روسيا بوصفها حاضنة لحضارة مميزة". وأشار إلى أن تاريخ الإسلام فى روسيا يعود إلى ما قبل أكثر من 1400 سنة، حيث اعتنق الدين الإسلامى فى منطقة حوض الفولجا رسميا قبل قرن من إعلان الأرثوذكسية دينا لروسيا. وبين رحيموف أن أغلبية المسلمين فى روسيا من أهل السنة وهم يتبعون المذهبين الحنفى والشافعى، ويشكل أتباع المذهب الحنفى الأغلبية فى منطقة حوض الفولجا وأعماق روسيا وسيبيريا، بينما يسود المذهب الشافعى فى القوقاز، مشيرا إلى أن الإدارات الدينية للمسلمين استحدثت فى عهد الإمبراطورة كاترين الثانية فى القرن الثامن عشر. وقال إن الإسلام تعرض فى ظل النظام الشيوعى فى الاتحاد السوفييتى، شأن جميع الأديان الأخرى لزمن صعب، إلا أن عملية إحياء الإسلام سارت بخطى متسارعة منذ بداية التسعينات فى روسيا وباقى الجمهوريات فى الاتحاد السوفييتى السابق، وتجلى ذلك فى بناء آلاف المساجد الجديدة والمؤسسات التعليمية الإسلامية".