لم يجد بعض الشبان حلا سوى العودة إلى التجارة الجزئية الفوضوية التي عادت ببعض الأسواق ليست بالنسب المئوية التي كانت عليها وإنما عادت بعضها، خاصة وأن هؤلاء الباعة ملوا من الوعود الكاذبة والتخبط في البطالة، وحتى السلطات غضت الطرف كونها على يقين من انعدام الحلول وكأنها بالقضاء على تلك الأسواق قلصت من نسبة الباعة الذين عاد بعضهم إلى أماكنهم المعهودة لجلب بعض المداخيل. حتى أن زبائنهم المعهودين عادوا إليهم خاصة وأن بعض تلك المساحات التجارية على الرغم من عدم مشروعيتها إلا أنها استقطبت العديد من الزبائن وعرفت خلوا تاما بعد القضاء على الطاولات، إلا أنهم عادوا تدريجيا وعاودوا الظهور في الآونة الأخيرة على الرغم من العدد الضئيل للطاولات التي اصطفت بمحاذاة بعض الأسواق النظامية إلا أنها أعادت بقوة الزبائن، خاصة وأن تلك الطاولات تعرض سلعا متنوعة وبأسعار معقولة تساعد الطبقات المتوسطة. لكن وعلى الرغم من إعادة نصبها فهم يتحينون حجز تلك السلع البسيطة في كل وقت وحين من طرف عناصر الأمن تطبيقا لقرار إلغاء الأسواق الفوضوية مثلما حدثنا به أحدهم على مستوى سوق بن عمر بالعاصمة الذي قال إنه يعيل عائلة بمداخيل تلك الطاولة التي تمت إزالتها بكل سهولة من دون وضع حل جدي وسريع، وقال إنه واجه الأمرِّين في الأيام الموالية لقرار الإلغاء وثبوت الحاجز الأمني بالناحية، ووجد نفسه من دون أن يشعر وهو ينصب طاولته في مكانه المعهود للاسترزاق (فهل نموت جوعا ووجب أن يحس بنا هؤلاء المسؤولون وأصحاب القرار) ليختم بالقول أنه اختار العودة إلى نشاطه ومجابهة كل مخاطر العصيان بدل سلوكه طريق الحرام التي من الممكن أن تجعله غنيا في أيام معدودة. الزبائن من جهتهم تجاوبوا مع تلك الطاولات بالنظر إلى الجشع الذي أعلنه التجار النظاميون مباشرة بعد القضاء على الطاولات الفوضوية وعادوا مسرعين مباشرة بدليل الحركية الواسعة التي شهدتها بعض النواحي التي عادت إليها الطاولات مؤخرا، بحيث اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول عودة العدد القليل من تلك الطاولات فأبانوا تفاعلهم مع تلك الطاولات خاصة وأن أسعارها تلاءم قدراتهم الشرائية. على مستوى ساحة أول ماي وبمحاذاة مستشفى مصطفى باشا الجامعي عرفت تلك الجهة حركية غير معهودة غابت بزوال الطاولات وعادت بعودة بعضها وعرفت إقبالا من طرف الزبائن بحيث جذبتهم الأسعار البخسة لتلك السلع، منهم السيدة فايزة التي قالت إنه بالفعل بعد غياب تلك الطاولات راح أغلب أصحاب المحلات يطلقون جشعهم على المواطنين ويرفعون من الأسعار خاصة بعد أن مسكوهم مسكة موجعة، وبعودة بعض الطاولات التي سوف لن تدوم حتما وسوف تتعرض للإلغاء انتهزت محدثتنا الفرصة لجلب بعض السلع والمقتنيات المنزلية بأثمان منخفضة.