شهريًا، يعتنق مئات البريطانيين الإسلام، والعديد منهم المسجونين الذين اجتذبتهم المعاملة الجيدة من المسلمين في السجن لاعتناق الإسلام، حيث يقدِّمون لهم الغذاء الأفضل والأدوية المتميزة، لذا فإنَّ الإسلام أصبح أسرع الأديان نموًا في انجلترا وويلز، وفقًا لتعداد بيانات جديد صادرة عن الحكومة البريطانية. ومن بيانات التعداد، يتضح أنَّ أعداد المسيحيين في انجلترا ينخفض بنسبة 11 بالمائة (4.1 مليون) خلال العقد الماضي، من 37.3 مليون نسمة في 2001 إلى 33.2 مليون نسمة في 2011، بينما في الوقت ذاته تزايدت أعداد السكان المسلمين في انجلترا وويلز بنسبة 80 بالمائة (1.2 مليون)، من 1.5 مليون نسمة في 2001 إلى 2.7 مليون نسمة في 2011، مما يجعل الإسلام ثاني أكبر ديانة في بريطانيا. أما عن نسبة السكان جميعها (56.07 مليون نسمة الذي تمّ إحصاؤهم في التعداد)، فإنَّ أعداد هؤلاء الذين يصفون بأنهم مسيحيون انخفض من نسبة 72 بالمائة في عام 2011 إلى 59 بالمائة في عام 2011، بينما زادت نسبة المسلمين من 3 إلى 5 بالمائة خلال العقد ذاته. الأكثر من ذلك، يعتقد بعض المحللين أنَّ العدد الحقيقي للمسلمين في بريطانيا ربما يكون أعلى بكثير من تلك التي ذكرتها بيانات التعداد، وذلك لأنَّ سؤال الديانة كان السؤال الوحيد التطوعي في تعداد 2011 في حين أنَّ 7.2 بالمائة من الناس لم يجيبوا عن هذا السؤال، حيث يعتقد أنَّ العديد من هؤلاء الذين أكملوا بيانات التعداد كانوا متردّدين في الكشف عن كونهم مسلمين، وبذلك يكون العدد الحقيقي للمسلمين في البلاد أعلى بكثير من 5 بالمائة المذكورة في التعداد. من جانب آخر، قفز عدد هؤلاء الذين يقولون إنَّهم ليس لهم انتماء ديني بنسبة 83 بالمائة، من 7.7 مليون نسمة في 2001 إلى 14.4 مليون نسمة في 2011، وهذا ما يعني نسبيًا أنَّ ربع السكان في انجلترا وويلز يعرفون بأنهم لا دينيين، فإذا كانت الزيادة في الإلحاد واللا إدارية هي متعلقة بالأجيال، فإنَّ ارتفاع أعداد المسلمين يعزو غلى الهجرة والمعتنقين الجدد. وتكشف بيانات التعداد أنَّه خلال العقد الماضي، شهدت انجلترا وويلز أكبر نمو سكاني لها على الإطلاق (7.1 بالمائة) في أي عشر سنوات منذ 1800، وترجع هذه الزيادة بشكل كبير إلى الهجرة، حيث إنَّ 13 بالمائة (7.5 مليون نسمة) من السكان في انجلترا وويلز ولدوا خارج البلاد، ومن بينهم (3.8 مليون) وصلوا إلى البلاد بين عامي 2001 2011، وبعبارة أخرى، فإنَّ معظم المهاجرين الذين يعيشون في انجلترا وويلز في الوقت الحالي جاءوا إلى البلاد خلال عشر سنوات الماضية. كما أوضح التعداد أنَّ لندن هي أكثر المناطق من حيث التعدد الثقافي وفقًا لأعلى نسبة من المسلمين واليهود والهندوس، بينما تتميز الأجزاء الشمالية الشرقية والشرقية الغربية في بريطانيا بأنَّ لديها أعلى نسبة من السكان المسيحيين. بالرغم أنَّ الهجرة هي العامل الأبرز في صعود الإسلام في بريطانيا، فإنَّه من غير الصحيح كذلك عدم ذكر أنَّ مئات البريطانيين يعتنقون الإسلام شهريًا، وفقًا للدراسة الاستقصائية الحديثة التي أُجْرِيت، فإنَّ عدد المتحولين من البريطانيين إلى الإسلام مؤخرًا كثيرون للغاية، بما يُقدر ب 5 آلاف متحول جديد للإسلام كل عام، حيث وضعت التقديرات العدد الإجمالي للمتحولين للإسلام في بريطانيا تتراوح ما بين 14 ألف إلى 25 ألف شخص. علاوة على ذلك، فقد كشفت الإحصائية أنَّ اثنين من بين ثلاثة تقريبًا من المتحولين للإسلام من النساء، وأكثر من 70 بالمائة من البيض، ومتوسط العمر في المتحولين حوالي 27 عامًا، كما أجابت الدراسة على الأسئلة التي طرحها كيفن برايس من جامعة سوانزي في ويلز على المتحولين عن وجهات نظرهم عن الجوانب السلبية في الثقافة البريطانية، حيث قالوا إنَّها (الكحول، والسكر)، إلى جانب عدم وجود الأخلاق وشيوع الإباحية الجنسية. غنِيٌّ عن البيان أنَّ الدراسة سلّطت الضوء على أنَّ تسعة من بين عشرة نساء يعتنقن الإسلام يقولون إنَّ تغيرهم الديني يجعلهم يكونون أكثر محافظة في اللباس والزي، حيث بدأ أكثر من نصفهم في ارتداء الحجاب، و 5 بالمائة يرتدون النقاب. من جهة أخرى، كشفت السلطات الحكومية في الآونة الأخيرة عن زيادة أعداد المعتنقين للإسلام الجدد في السجون، حتى إنَّ ثلث أعداد المسجونين في أحد أكثر السجون شهرة من المسلمين الشباب وما زال الإسلام يجذب نحوه الكثير والكثير، ومعظم التحولات للإسلام تكون بسبب الوعظ والدعوة من قبل المسلمين بالإضافة إلى زيادة السخط على المسيحية. على أية حال، تشير جميع المؤشرات أنَّ عددًا متزايدًا من البريطانيين الذين نشأوا في أُسَر مسيحية اسميًّا يتحولون إلى الإسلام، وهذا يفسِّر جزئيًا عدم تزايد أعداد المسلمين بينما تنخفض أعداد المسيحيين، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، حيث ذكرت دراسة في عام 2005 أنَّ حضور المسيحيين للكنيسة يتقلص عما كان عليه الحال منذ سنين، مما يرجِّح- حسب الدراسة- إغلاق 18 ألف كنيسة. في الوقت نفسه، توضّح جميع المؤشرات أن المسلمين في بريطانيا تستمر في النمو والتزايد في المستقبل، ووفقًا للمعدلات الحالية للنمو، فإنَّ أعداد المسلمين سوف يتضاعف مرة أخرى بحلول عام 2021 وتقفز نسبتهم إلى 10 بالمائة من نسبة السكان.