لو استمرت الحال على ما كشفه آخر إحصاء للسكان ونوعياتهم في إنكلترا، وظهرت أرقامه بوسائلها الإعلامية يوم الأربعاء، فإن أهم وأكبر "بلد" في بريطانيا قد لا يسمع بعد 30 سنة طنيناً لجرس في كنيسة يدعو إلى الصلاة، لأن عدد المسيحيين تراجع بشكل حاد في السنوات العشر الأخيرة، فتقلصوا أكثر من 4 ملايين، بينما تضاعف عدد المسلمين والملحدين، وظهرت على السطح عبر الإحصاء إيمانيات غريبة وعقائد عجيبة جديدة، إلى درجة أن أحدها مستمد من فيلم سينمائي. أظهرت المقارنة بين إحصاء 2001 ومثيله الذي جرى العام الماضي، مما صدر في وسائل الإعلام البريطانية، بأن أقل من 6 بين كل 10 أشخاص هم مسيحيون في إنكلترا البالغ عدد سكانها 53 مليون نسمة، وكذلك في ويلز وسكانها 3 ملايين، حيث بلغوا 59% من السكان بالإحصاء الأخير، بينما كانوا 72% في الاحصاء الذي سبقه منذ 10 سنوات، أي أن عدد المسيحيين تراجع 12.4% مما جعلهم 59% من السكان، أي تقريبا 34 مليون نسمة. أما الديانة الأكثر نموا في إنكلترا وويلز، بحسب ما ظهر من مقارنة الإحصاء الأخير مع ما سبقه، فهي الإسلام الذي قفز عدد أتباعه، من بريطانيين ومقيمين، إلى الضعف تقريبا: كانوا مليون و500 ألف في 2001 ووصلوا إلى مليونين و700 ألف طبقا لإحصاء العام الماضي، لذلك هناك مسلم بين كل 20 نسمة. وبحسبة أجرتها "العربية.نت" يمكن تصور عدد المسلمين إذا ما استمرت وتيرة تزايدهم على حالها، بحيث يصبحون في إحصاء العام 2021 أكثر من 4 ملايين، ثم 8 ملايين من بعده بعشرة أعوام، وربما 15 مليونا بعد 30 سنة من الآن، وهي مدة سيتقلص فيها عدد المسيحيين بإنكلترا وويلز بنسبة قد تبلغ 37 % تقريبا. أما اللادينيون الملحدون فيمكن لتضاعفهم أن يصل بهم إلى حيث يصبحون نصف عدد السكان المقدّر أن يصل في العام 2041 إلى 77 مليون نسمة. ومن غرائب ما ظهر في الإحصاء الأخير، هو وجود 177 ألفا في انكلترا وويلز وصفوا أنفسهم بأنهم من ديانة "جدي" المعروفة باسم Jediism بالإنكليزية، وهي معتقد ديني بطعم الفلسفي ظهر من جماعة "جدي" في فيلم حرب النجوم الشهير. كما ذكر 56620 من السكان بأنهم من أتباع الوثنيات على أنواعها، أو Paganism بالإنكليزية أيضا. وهناك 39061 وصفوا أنفسهم بروحانيين يؤمنون بالتقمص وتوابعه، إضافة إلى 6242 من أتباع موحيات فلسفية مستمدة من موسيقى Heavy Metal الشهيرة، إلى جانب 2418 من "العلمولوجيين" المعروف معتقدهم الذي تأسس قبل 60 سنة باسم Scientologism والداعي إلى مكننة الإنسان وحثه على تفسير العلوم. أما يهود إنكلترا وويلز، وعددهم 326 ألفا، فلم يطرأ عليهم تغيير طوال 10 سنوات