في وقت هدّد فيه مقاتلون معارضون في ريف محافظة حماة وسط سورية، حيث يشنّون منذ أيّام هجمات ضد حواجز القوات النّظامية باقتحام بلدتين يقطنهما مسيحيون في حال عدم انسحاب هذه القوات منهما، حسب شريط فيديو بثّه (المرصد السوري لحقوق الإنسان)، أعلن (المجلس العسكري) في دمشق وريفها انشقاق أكثر من 200 عنصر من قوات النّظام في محيط مطار دمشق الدولي وأعلن تأمين المنشقّين، في حين نشرت قوات النّظام وحدات عسكرية إضافية على طريق قرب مطار دمشق في محاولة لمنع تقدّم المعارضين المسلّحين. توجّه قائد معارض عرف عن نفسه باسم (قائد لواء الانصار في ريف حماة رشيد ابو الفداء) إلى سكان بلدتي محردة والسقيلبية الواقعتين الى الشمال الغربي من مدينة حماة بالقول: (نوجه اليكم هذا الانذار لتقوموا بدوركم، وذلك بطرد عصابات الاسد وشبيحته من مدنكم وردعها عن قصف قرانا واهلنا، والا فاننا سنوجّه بواسلنا فورا باقتحام اوكار العصابات الاسدية وشبيحته). وأوضح مدير (المرصد) رامي عبد الرحمن أن البلدتين (تضمّان عشرات الآلاف من السكان)، وأن عددا من سكان محردة سبق وأن غادروها في اتجاه محافظة طرطوس الساحلية. ويشن المقاتلون المعارضون منذ الاحد هجمات على حواجز للقوات النّظامية في ريف حماة، ما دفع عددا من السكان، لا سيّما في الريف الشمالي الى مغادرة منازلهم. وفي الشريط، أوضح أبو الفداء) أن (عمليات التحرير القائمة في ريف حماة حيث دحر جنود الطاغية وشبيحته في معظم قرى وبلدات ريف حماة بضربات من الجيش الحرّ، دفعت العناصر النظاميين إلى ترك مواقعهم وتحصنهم في بلدتي محردة والسقيلبية)، وقاموا منها (بقصف قرانا بالمدافع والصواريخ وتهديم المنازل وقتل الاطفال وتهجير المدنيين)، وأشار إلى أن عناصر لوائه حاولوا الاثنين اقتحام السقيلبية (للقضاء على العصابات الأسدية) التي أطلقت النّار (من النوافذ والشرفات)، لكنه أضاف (حرصا منّا لعدم أذى الأبرياء والشرفاء من هذه المدينة قمنا بسحب قواتنا فورا). وبدا (أبو الفداء) في الشريط يتلو بيانا وهو جالس بين رجلين يرتديان زيّا عسكريا، بينما وقف خلفهم أربعة مسلّحين يحملون رشاشات. ولفّ السبعة رؤوسهم بعصابات سوداء كتب عليها (لا إله إلاّ اللّه). وطالب (أبو الفداء) أهالي المدينتين (بفتح جميع الأبواب أمام أبطال الجيش الحرّ كي يتمكّن من القضاء على جنود الطاغية وشبيحته)، مؤكّدا أن هؤلاء ما تحصّنوا فيهما (إلاّ من أجل الفتنة الطائفية). ويشكّل المسيحيون نحو خمسة في المائة من سكان سورية البالغ عددهم نحو 23 مليون نسمة. ويتخوّف كثيرون منهم من أن تفرز (الثورة) حكما إسلاميا متطرّفا مناهضا للحرّيات الدينية التي نعموا بها على مدى عقود طويلة رغم انضمام أعداد منهم إلى المعارضة و(الحراك الثوري) خلال الأشهر الأخيرة خصوصا. وبينما دارت اشتباكات فجر أمس قرب القصر الرئاسي في العاصمة بين الجيشين النّظامي و(الحرّ)، قال النّاشط هيثم العبد اللّه أمس إن النّظام نشر قوات إضافية على طريق قرب مطار دمشق في محاولة لمنع تقدّم المعارضين المسلّحين، وتابع: (جرى نقل جنود من لواء القوات الخاصّة ال 15 التابع للجيش مدعومين بالدبابات إلى المنطقة خلال الليل وتمركزوا على الطريق التي تربط المطار بالعاصمة)، وأضاف أن هذه الخطوة جاءت ردّا على تقدم المعارضين المسلّحين في المنطقة. وأصبحت دمشق وضواحيها ميادين قتال رئيسية في وقت تقاتل فيه القوات الموالية للرئيس بشار الأسد لاستعادة السيطرة على حزام لمسافة ثمانية كيلومترات حول العاصمة. وفي أماكن أخرى، دعا المسلّحون المعارضون المدنيين إلى الابتعاد عن محيط مطار حلب في شمال سورية وقالوا إن المطار لم يعد منطقة آمنة. وفي الوقت نفسه دعا ياسر عبود، أحد قادة (الجيش السوري الحرّ) في محافظة درعا، المدنيين إلى تجنّب استخدام طريق سريع يربط درعا بدمشق، وقال: (ندعو المدنيين وسائقي الشاحنات إلى تجنّب هذه الطريق لأنها تعتبر الآن منطقة عسكرية).