سيتم قريبا فتح مراكز لمكافحة الإدمان على مستوى مجموع المراكز الاستشفائية لاستقبال المدمنين الراغبين في التخلص من آفة الإدمان على المخدرات حسبما أشار إليه البروفسور في الطب الشرعي ومختص في الإدمان السيد محمد صلاح لعيدلي. وأكد السيد لعيدلي على هامش ندوة حول الإدمان نظمت في اليومية الوطنية ديكا نيوز أنه (سيتم قريبا فتح مراكز لمكافحة الإدمان على مستوى المستشفيات الجامعية لكل ولايات الوطن لمساعدة المرضى الراغبين في التخلص من هذه الآفة). وذكر في هذا السياق بأن نجاح العلاج من الإدمان يتوقف على إرادة المدمن، وأردف يقول (لن نستطيع إرغام مدمن على المهلوسات على معالجة نفسه لأن العودة إلى الإدمان عليها سيكون حتميا). وتتمثل مهمة الأطباء في متابعة المرضى من الناحية النفسية من خلال الاستماع إليهم ودعمهم معنويا، وفيما يخص العلاج بالأدوية يتم إعطاء المريض بعض الأقراص المنومة والمهدئة لا تتسبب في الإدمان، وبعد فترة 21 يوما من العلاج من الإدمان يتم متابعة المرضى من أجل إدماجهم في الحياة اليومية لتفادي العودة إلى الإدمان بمعدل فحص في الشهر. كما يتم تنظيم علاج عائلي لتمكين المرضى من التكيف مع الظروف المعيشية الجديدة من خلال الدعم العائلي للمريض. وذكر البروفسور لعيدلي بأن المركز الوطني لمكافحة المخدرات ينتهج سياسة وقائية متعددة القطاعات في مجالي العلاج والقمع. وللإشارة فقد سجل المركز6695 مريض تقدم للفحص على مستوى مركز مكافحة الإدمان للبليدة، فالإدمان حسب المختصين المشاركين في هذه الندوة، هو مرض خطير ناجم عن استهلاك إدماني لمكونات كميائية أو بيوكميائية مهلوسة، وتنقسم المخدرات المستعملة من قبل المدمنين إلى نوعين الصلبة عندما يتعلق الأمر بالكوكايين أو الهيرويين واللينة بالنسبة للتبغ والقنب الهندي. وذكر المختصون بأن الآثار الناجمة عن تناول هذه الأنواع من المخدرات هي نفسها كونها تؤثر على الجهاز العصبي المركزي. وتتمثل أهم الانعكاسات المترتبة عن تناول هذه المواد في اضطرابات في السلوك على غرار تغير المزاج وتراجع القدرات الذهنية والإدمان وآلام في الرأس واضطرابات في الهضم واضطرابات في التمييز، وعديدة هي الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى الإدمان على المخدرات. وحسب البروفيسور عباس زيري مختص في طب الأمراض العقلية بالمستشفى الجامعي لتيزي وزو فإن الأشخاص المدمنين يبحثون عادة عن مخرج من الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. في ذات السياق أشار الدكتور عبد الكريم مسعودي أستاذ مساعد في طب الأمراض العقلية بالمركز الاستشفائي الجامعي لباتنة إلى أن تناول المخدرات يكون في بعض الأحيان ظرفيا، وأوضح أن الشباب يمكن أن يشرعوا في تناول المخدرات جماعة ومن ثمة يبدأ الإدمان. والمستهلكون هم عموما شباب راشدون من عائلات (فقيرة) غالبا ما يعانون من الرفض الاجتماعي والبطالة والفشل الدراسي والاضطرابات العاطفية، وحسب المتدخلين فإن العوامل الوراثية قد تلعب دورا أيضا في هذا المجال، إذ يمكن أن تخلق قابلية لدى الشخص على تعاطي المخدرات واستهلاكها. ويعرف الأشخاص المدمنون على المهلوسات حالة نفسية خاصة. حيث يعانون من الهشاشة والاندفاع ويبحثون دائما عن الرضا عن النفس أو العرفان وعن الاحتفاظ بعلاقات دائمة. وتتمثل خصوصية (المدمنين الجزائريين على المخدرات) في تنوع المخدرات التي يدمنون عليها حسب تحليل بروفيسور في الطب الشرعي ومختص في الإدمان وعلم الإجرام محمد صالح لعيدلي، ويلجأ المرضى في بحثهم الدائم عن إحساس بالنشوة والسعادة ورغبتهم في تطوير روحهم الإبداعية إلى مزج عدة أنواع من المخدرات: القنب الهندي والكوكايين والكحول وغيرها. وتوجد عبر التراب الوطني ثلاثة أنواع من الهياكل للتكفل بالمدمنين على المهلوسات، ويتعلق الأمر بمراكز الإصغاء وتوجيه المرضى والمراكز الوسيطة للعلاج ومراكز مكافحة الإدمان.