تتفن مجموعات اللصوص في ابتكار طرق وأماكن تنفيذ جرائمها، فمن "النشل" الذي كانت تعتمده في سنوات خلت، تطور الأمر في الأعوام الأخيرة إلى اشهار واستعمال الأسلحة، كما انتقل مسرح الجريمة من الأماكن الخالية التي كانت تتصيد فيها ضحاياها إلى كل مكان يمكن أن تتواجد فيه هذه العصابات. يشهد موقف حافلات "لاڨلاسيار" بحسين داي اعتداءات يومية تطال المسافرين الذين يتنقلون عبر الحافلات التي تشغل خطوط الجهة الشرقية للعاصمة، ووصل الأمر إلى حد تجرؤ عصابات السرقة أن تصعد إلى تلك الحافلات مدججة بأسلحة بيضاء وتنهب أموال وممتلكات المسافرين عنوة، في ظل غياب أي رادع. إذ عرف موقف "لاڨلاسيار" أمسية السبت الماضي مثلما وقفت عليه "أخبار اليوم" موقفا دراماتيكيا، إذ تجرأت مجموعة من اللصوص على امتطاء حافلة متجهة إلى براقي ناشرة جوا من الرعب والخوف لتسلب هواتف نقالة وأموال ومتاع المواطنين الذين كانوا في طريق عودتهم إلى بيوتهم دقائق قبل موعد الإفطار. ونفس الموقف حدث في مرات سابقة في نفس الموقف، مستغلين في ذلك غياب الرقابة الأمنية خصوصا في الصباح الباكر أثناء توجه العمال والطلبة إلى أماكن عملهم ودراستهم، إذ يعمد هؤلاء اللصوص إلى نفس السيناريو السابق مشهرين أسلحتهم ومتوعدين كل من لا ينصاع لأوامرهم. وتزرع أخرى الرعب في أوساط سالكي الطريق السريع عبر محور الرغاية الدارالبيضاء، إذ تستغل هذه العصابة فرصة ازدحام السيارات واصطفافها أمام الحاجز الأمني للسطو عنوة على ما تطاله أياديهم من هواتف وحلي ونقود. وتعرف أغلب مواقف الحافلات اعتداءات مماثلة، كما تعرف أغلب الأحياء العاصمية انتشارا فظيعا لهذه العصابات التي لا تتوانى في الاعتداء على المواطنين وسلب ممتلكاتهم جهارا نهارا، وباستعمال أنواع مختلفة من الأسلحة البيضاء من خناجر وسيوف وغيرها.. كما لم تسلم الأسواق من عمليات السطو والإعتداء هذه، فأسواق أحياء الرغاية، باش جراح، الحراش، بوروبة، سيدي امحمد، بلوزداد، المدنية، باب الوادي، واد قريش، زرالدة مثلا صارت مرتعا خصبا للجماعات الإجرامية، حتى ليخيل إلى الرائي أن الأمر يتعلق بإحدى "غيتوهات السود" في جنوب إفريقيا أو أحد أحياء العاصمة الغواتيمالية. وفي ظل ضعف الرقابة الأمنية التي من المفروض أن تحد من انتشار هذه الاعتداءات، يبقى المواطن رهينة مجموعة من اللصوص المنحرفين ومتعاطيي المخدرات، ما يحتم على السلطات المعنية اتخاذ التدابير الكفيلة باسترداد أمن المواطن في تنقله وتسوقه وبيته.