تجميد العمل في الدراما إلى حين استقرار الأوضاع الأمنية في مصر ووضوح الرؤية السياسية، قرار أجمع عليه صانعو الدراما بعد هجوم البلطجية على فريق عمل أكثر من مسلسل أثناء التصوير، وتراجع المنتجون عن تصوير أعمال جديدة خشية تعرضهم للخسارة في حال عدم تسويقها. والنتيجة إقفال أبواب الاستوديوهات وإطفاء الكاميرات إلى أجل غير محدد. ينشغل ممثلون كثر في المشاركة في التظاهرات والأحداث السياسية التي تعم مصر، لذا كان لافتاً أنهم ساهموا بتأجيل تصوير المسلسلات الجديدة، وهو القرار الذي اتخذه كثر من المهتمين بصناعة الدراما المصرية. المنتج محمد فوزي أحد أكثر المنتجين تأثراً بالأحداث في مصر، ذلك أنه أجّل أعماله الدرامية الثلاثة: (مولد وصاحبه غايب) تأليف مصطفى محرم وإخراج شيرين عادل وبطولة هيفا وهبي وفيفي عبده، (الرجل العناب) للثلاثي شيكو هشام ماجد وأحمد فهمي، (ميراث الريح) تأليف مصطفى محرم وإخراج يوسف شرف الدين وبطولة سمية الخشاب ومحمود حميدة. يؤكد فوزي أنه كان ينوي استئناف التصوير، لكن الأحداث الأخيرة دفعته إلى التأجيل إلى حين استقرار الأوضاع، يقول: (حتى الآن الصورة غامضة وثمة احتمالات للتصعيد، بالتالي يصعب العمل في ظل هذه الأجواء، كذلك يستحيل عرض أي عمل فني الآن. بالتالي، احتمالات الخسارة كبيرة والتأجيل هو الحل الأمثل). ظروف ضاغطة طلب الفنان خالد الصاوي من كمال منصور مخرج مسلسله (على كف عفريت) وقف التصوير لانشغاله بالمشاركة في التظاهرات التي تشهدها البلاد اعتراضاً على الدستور وإقراره، فوافقه المخرج شرط استئناف التصوير بعد استقرار الأوضاع، لارتباط الجهة المنتجة بموعد العرض في الأسبوع الأول من فيفري. يوضح منصور أنه يتبقى تصوير مشاهد خارجية قد لا تستغرق أكثر من أسبوعين، تحديداً في الغردقة وشوارع القاهرة والجيزة، وكانت تأجلت مراراً بسبب الإضرابات والاعتصامات. المسلسل من تأليف يحيى فكري، ويشارك في بطولته كل من كندة علوش وأحمد وفيق ويوسف فوزي. بدوره يشير محمد فاضل، مخرج (ويأتي النهار) (بطولة فردوس عبد الحميد وعزت العلايلي)، إلى أن الوضع الحالي لا يسمح بالمغامرة في أي عمل بل الاكتفاء بالمتابعة لما يجري في مصر، يقول: (من الصعب أن يصور طاقم العمل وهو بحالة نفسية سيئة، كذلك من الصعب توفير أماكن تصوير في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد). الحال نفسها بالنسبة إلى (في غمضة عين) الذي توقف تصويره أكثر من مرة إلى حين استقرار الأوضاع، رغم الاتفاق على عرضه في بعض القنوات الفضائية مع حلول العام الجديد. المسلسل من تأليف فداء الشندويلي، إخراج سميح النقاش، وبطولة: أنغام، داليا البحيري، رجاء الجداوي، محمد الشقنقيري. تؤكد داليا البحيري أن من الصعب استكمال التصوير في ظل الصراعات السياسية التي تشهدها البلاد، وتتابع: (نحن جزء من هذا الشعب، نتألم لما يجري ونحزن لما آلت إليه الأمور في البلاد، وبالتالي يستحيل في هذه الأجواء أن ننفصل عن العالم الخارجي ونبدأ أي عمل فني). تعطيل وتوقف يشير المنتج ممدوح شاهين إلى أن الحياة الفنية في مصر متوقفة نتيجة الأحداث، وعدم وضوح الرؤية وانتشار الفوضى بشكل يصعب فيه تأمين أماكن تصوير. يضيف: (حتى المشاريع التي لم يتم البدء بها تكاد تكون متوقفة، ولم تتعدَّ التحضير وترشيح الأبطال. أما تحديد موعد بدء التصوير فيخضع لمجريات الأمور على الأرض). يذكر أن ممدوح شاهين كان يحضّر لمسلسلين: (بشر مثلكم) تأليف صابر عزب وإخراج أسامة أبو العطا وبطولة عمرو سعد (جار ترشيح باقي الممثلين من دون تحديد موعد للتصوير)، و(الزوجة الثانية) تأليف يس الضوي، وإخراج خيري بشارة وبطولة كل من نيللي كريم وحسن الرداد وماجد الكدواني. من جهته يرى المنتج محمد عبد اللطيف أن الصناعة توقفت تماماً ويعاني آلاف العمال البطالة بسبب الأحداث التي لا تسمح بالمخاطرة، بالتالي دفعت أكثر من منتج إلى التوقف عن العمل، خصوصاً أن أكثر من قناة تتخوّف من أن يتم غلقها في أي وقت، لذا تتردّد في شراء مسلسلات. يضيف أن الأحداث الأخيرة أنهت ما تبقى من أمل لدى العاملين في صناعة الدراما بتحسن الوضع، فكان القرار تجميد الأعمال التي لم يتم البدء بها وتوقف تصوير تلك التي بوشر العمل فيها إلى حين وضوح الرؤية. يلفت عبد اللطيف إلى أن المشاهد في هذه الظروف لا يتابع الدراما لانشغاله بمتابعة الأحداث في البلاد، لذا قرر تجميد العمل في (العراب) مؤقتاً إلى حين استقرار الأوضاع رغم توقيع الأبطال على عقود. المسلسل من تأليف حسام موسى، إخراج نادر جلال، وبطولة كل من فتحي عبد الوهاب ونضال شافعي.