مسلسلات كثيرة كانت مرشحة للعرض في شهر رمضان تأجلت لأسباب منها عدم انتهاء التصوير أو عدم إيجاد مكان لها في ظل الكمّ الهائل من المسلسلات الذي عرض في الشهر الفضيل. هنا يبرز السؤال: ألا يجدر بالقيمين على الدراما ابتكار مواسم أخرى خارج رمضان تعرض فيها المسلسلات، لا سيما أن المشاهدين يقبلون على المسلسلات التركية طوال أيام السنة لعدم وجود دراما عربية يتابعونها؟ من أبرز المسلسلات التي تأجلت إلى رمضان 2013: (مولد وصاحبه غايب)، تأليف مصطفى محرم، بطولة هيفا وهبي في أولى تجاربها في الدراما التلفزيونية إلى جانب فيفي عبده، حسن الرداد، وباسم سمرة... (ميراث الريح) بطولة محمود حميدة الذي يعود من خلاله إلى الدراما التلفزيونية وسمية الخشاب، (على كف عفريت) بطولة خالد الصاوي وكنده علوش بعد نجاحهما في (أهل كايرو)، وكان يفترض أن يطلا على الجمهور في مسلسل (على كف عفريت). كذلك تأجلت مسلسلات: (مدرسة الأحلام) لميرفت أمين، (يأتي النهار) تأليف مجدي صابر وإخراج محمد فاضل وبطولة فردوس عبد الحميد، (ورد وشوك) لصابرين، (الصقر شاهين) لتيم حسن، (ذات) إخراج كاملة أبو ذكري، بطولة نيللي كريم وباسم سمرة، ويناقش قضية تطور المجتمع المصري منذ الهزيمة وحتى زمن الانفتاح، (على حافة الغضب) لحسين فهمي، (طيري يا طيارة) لبوسي ومصطفى فهمي و(كيك على العالي) لحسن الرداد وميس حمدان. مسلسل واحد نجا من مذبحة التأجيل هو (في غمضة عين) الذي يعرض حالياً على شاشة (أم بي سي مصر) تأليف فداء الشندويلي، إخراج سميح النقاش، وبطولة داليا البحيري وأنغام، رغم الصراع بينهما طوال فترة التصوير حول مدير التصوير الأفضل، وتأخر حضورهما إلى مكان التصوير لتثبت كل واحدة منهما أنها تستطيع دفع زميلتها إلى انتظارها كون أكثرية مشاهد المسلسل تجمع بينهما. تدور القصة حول فتاتين فاطمة (داليا البحيري) ونبيلة (أنغام) أمضتا طفولتهما في دار الأيتام، وعندما تخرجان إلى الحياة تتقطع بهما السبل، فتذهب الأولى إلى الإسكندرية وتبقى الثانية في القاهرة إلى أن تلتقيا من جديد، فتتصاعد الأحداث وتتطور بشكل غير متوقع. فضلت (أم بي سي) إنقاذ هذا المسلسل من لائحة الانتظار في الدراما الرمضانية، كونه التجربة الدرامية الأولى لأنغام المعروفة بشعبيتها في دول الخليج العربي. "مولد وصاحبه غايب" باتت المسلسلات الأخرى بحاجة إلى موسم رديف للموسم الرمضاني لإعطاء المشاهد فرصة لمتابعتها، خصوصاً (ميراث الريح) و(ذات) و(مولد وصاحبه غايب)، ولو كان الأخير جاهزاً للعرض لكانت شبكة قنوات (أم بي سي) اشترته من دون تردد. اللافت ازدحام الموسم الرمضاني 2013 بمسلسلات تصور خصيصاً لتعرض فيه، ما يدفع المنتجين إلى عرض مسلسلاتهم خارجه، مع يقينهم بأن الإعلانات لا تغطي كلفة الإنتاج، كما يؤكد المنتج اسماعيل كتكت الذي اعتاد تقديم دراما ذات كلفة ضخمة على غرار (إسمهان) و(الملك فاروق) و(أنا قلبي دليلي). المنتج محمد فوزي الذي لم يستطع إتمام مسلسلي (مولد وصاحبه غايب) و(ميراث الريح)، يوضح أن الطريقة المثلى لمحاربة الدراما التركية التي بدأت تسيطر على عقل المشاهد العربي ووجدانه، تكمن في عرض تلك المسلسلات خارج الموسم الرمضاني. يضيف: (ملأت الدراما التركية الفراغ الذي أحدثته الدراما العربية عندما سجنت نفسها بالموسم الرمضاني، بحجة أن المشاهد العربي لا يتفرغ لمشاهدة المسلسلات سوى في الشهر الفضيل، لكن أثبتت هذه المقولة عدم صحتها بدليل إقبال المشاهدين على المسلسلات التركية التي أضحت محوراً للمناقشة في ما بينهم مثل: (فاطمة) (فريحة) والمسلسل الأشهر اليوم (حريم السلطان). يؤكد فوزي أن المشاهد العربي مستعدّ لمتابعة مسلسلات خارج السباق الرمضاني شرط أن تتمتع بمقومات الجذب وتنافس المسلسلات التركية، (لكن تكمن المشكلة الأساسية في قدرة المحطات العربية على إيجاد معلنين ورعاة اعتادوا تبني الدراما التركية خارج إطار الموسم الرمضاني، وليسوا على استعداد للمغامرة في عرض إعلاناتهم في مسلسل عربي، ما دامت الدراما التركية توفر لهم أرباحاً طائلة). يلاحظ في الفترة الأخيرة أن شركات الإنتاج وضعت خطة تقوم على إنتاج مسلسل واحد فقط، ربما تكون (العدل غروب) في طليعة الشركات التي تتبع تلك السياسة، على عكس (كينغ توت) وشركة محمد فوزي إذ تنتجان أكثر من مسلسل في الموسم الواحد، ما أضرّ بهما وأصابهما بخسائر لم تعتادا عليها في السنوات الماضية.