أعلن جيش جنوب السودان انه يعتزم شراء اول مجموعة من طائرات النقل الهليكوبتر في المستقبل القريب وانه يأمل بناء قوة جوية كاملة اذا اختار الجنوبيون الانفصال في الاستفتاء المزمع مطلع العام القادم. ونقلت صحيفة "الاتحاد" الاماراتية عن المتحدث باسم جيش جنوب السودان كوال ديم كوال قوله "في المستقبل القريب جدا نريد شراء طائرات نقل هليكوبتر كي يتسنى لنا امداد قواتنا خلال موسم الامطار، التضاريس بالغة الصعوبة في جنوب السودان". ورفض كوال تقارير تناقلها وسائل الاعلام الحكومية السودانية ومصادر اخرى تفيد بان الجنوب تقدم بالفعل بطلب لشراء عشر طائرات هليكوبتر من شركة روسية ووصفها بانها "كذبة كبرى"، مضيفا "ان من حق الجنوب تحديث قوته". وابلغ جيمس هوث رئيس اركان جيش جنوب السودان "ان الجيش الجنوبي وضع خططا تعود الى عام 2007 لبناء قوة جوية وسينفذها اذا اختار الجنوبيون الاستقلال". واضاف "نعم نحن نخطط لكن ليس الآن، إذا كان التصويت مع الوحدة فسنشارك في قواتنا الجوية الوطنية، اما اذا جاء التصويت لصالح الانفصال فسنبني قوتنا الجوية الخاصة". فيما اعتبر الجيش السوداني الذي خاض قتالا ضد الجنوب في حرب أهلية استمرت عشرين عاما: "ان شراء الجنوب طائرة هليكوبتر سيعتبر تهديدا وانتهاكا لاتفاق السلام الذي ابرم عام 2005 وانهى الصراع". واوضح متحدثٌ باسم القوات المسلحة السودانية "ان الجنوب تقدم بالفعل بطلبية لشراء طائرات هليكوبتر"، مضيفا "هذا انتهاك واضح لاتفاق السلام كما انه تهديد وانتهاك لأن حكومة جنوب السودان هي حكومة محلية ولا تملك الحق في أن يكون لها علاقات دولية منفصلة، انها تشتري طائرات هليكوبتر بينما يتم ابرام العقد باسم حكومة السودان". وتزيد هذه البيانات قلق المحللين الذين يحذرون من أن كلاًّ من جيشي شمال وجنوب السودان يعيدان التسلح قبيل الاستفتاء المقرر إجراؤه في يناير 2011 مما ينذر بالعودة إلى الحرب الأهلية. وحصل الجنوبيون على وعد بالاستفتاء على الانفصال في اتفاق السلام الشامل لعام 2005 الذي أنهى أطول حرب أهلية في إفريقيا أودت بحياة مليوني شخص وتسببت في تشريد أربعة ملايين وزعزعة استقرار المنطقة بأكملها.