في مبادرة خلفت ارتياحا واسعا في الشارع الجزائري، قرر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة عيد الفطر المبارك اجراءات عفو لفائدة المحبوسين المحكوم عليهم نهائيا الفائزين في مسابقة "فرسان القرآن" لتجويد القرآن. وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية صدر يوم الخميس ان رئيس الجمهورية "قرر بمناسبة عيد الفطر المبارك اجراءات عفو لفائدة المحبوسين المحكوم عليهم نهائيا الفائزين في مسابقة "فرسان القرآن" لتجويد القرآن التي نظمت بالمؤسسات العقابية". وأوضح البيان ان هذه الاجراءات جاءت "تكريسا لقيم ديننا الحنيف في التماسك و الترابط وصلة الرحم وتجسيدا لمعاني التسامح والتراحم والتكافل بين افراد المجتمع الجزائري". كما تأتي هذه الاجراءات "تعبيرا عن الأهمية التي توليها السلطة العليا للبلاد لسياسة الادماج الاجتماعي للمحبوسين وحثهم على الاندماج في مختلف السبل التي وفرتها الدولة لهم للعودة الى احضان المجتمع عن طريق التربية والتعليم وبعث الثقة في الذات بما يقوي العزيمة والارادة وينمي مشاعر العزة والكرامة بالانتماء الى الوطن". واشار بيان رئاسة الجمهورية الى انه "يستثنى من إجراءات العفو هذه الاشخاص المحبوسون المعنيون بأحكام الأمر المتضمن تنفيذ ميثاق السلم والمصالحة الوطنية والأشخاص المحبوسون المحكوم عليهم بسبب ارتكابهم جرائم الارهاب والتخريب والخيانة و التجسس وقتل الاصول والضرب والجرح العمدي على الاصول والمتاجرة بالمخدرات واختلاس الاموال العمومية او الخاصة والرشوة واستغلال النفوذ والتهريب". من جهة أخرى، أدى رئيس الجمهورية صباح يوم الجمعة صلاة عيد الفطر المبارك بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة في جو من السكينة والخشوع وسط جمع غفير من المواطنين. وقد أدى صلاة العيد الى جانب رئيس الجمهورية كبار المسؤولين في الدولة واعضاء الحكومة وممثلون عن الاحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى جانب اعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاسلامي المعتمد بالجزائر. وفي خطبتي صلاة العيد أبرز الامام معاني عيد الفطر مشيرا الى انه يوم فرحة عامة تشمل جميع المسلمين بعد فطرهم ففيه يتعاون أفراد المجتمع ويتضامنون فيما بينهم لتكون الامة عزيزة الجانب ومتماسكة . ودعا الخطيب المسلمين الى الوفاء للدين الاسلامي من خلال التمسك بما أمر به والابتعاد عما نهى عنه لليزدادوا تقدما ورفعة بين الامم وليس -كما ذكر- بالاستماع لمن لا صلة لهم بالاسلام الذين يظنون أن أزدهار المسلمين وتقدمهم يتم من خلال اتباع الثقافة الغربية . وحث الامام أفراد المجتمع على جمع شملهم وتوحيد صفوفهم والتحلي بالخلق الحميدة التي أكدها الدين الاسلامي الحنيف وتفقد أحوال بعضهم البعض ليعم الخير وينتشر الصلاح . وعقب أداء صلاة العيد تلقى رئيس الجمهورية تهاني عيد الفطر المبارك من المسؤولين والسفراء والمواطنين الذين ادوا الصلاة بالجامع الكبير. من جهة أخرى، بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة عيد الفطر المبارك برقيات تهان وتمنيات لملوك ورؤساء دول وحكومات البلدان العربية و الاسلامية أكد لهم فيها "حرصه الدائم على العمل بكل الامكانيات المتاحة لتعزيز العلاقات الاخوية القائمة وتحقيق ما تتطلع اليه شعوبنا من تقدم وازدهار ورفاه". وبنفس المناسبة تلقى رئيس الجمهورية برقيات تهان وتمنيات من رؤساء دول وحكومات عبروا له فيها عن "ارادتهم في مواصلة العمل من أجل تمتين أواصر الاخوة و الارتقاء بعلاقات التعاون الى ما يخدم مصلحة الامة العربية والاسلامية".