العيش بدون غاز لأكثر من 15 سنة، مأساة كارثية تعيشها 30 عائلة وسط القبة بالعاصمة، فعلى الرغم من دفعهم تكاليف التزود بهذه الخدمة، إلا أن المشكل عالق بين البلدية والدائرة من جهة وبين مصالح مديرية توزيع الكهرباء ببلوزداد. (بوثائقنا وحقرونا)، هذه العبارة لخصت مأساة 30 عائلة تعود لأكثر من 15 سنة تسكن بطريقة شرعية في شارع سان شارل بقاريدي 2 وسط القبة. فهذه العائلات أرادت إرسال ندائها عبر جريدة (أخبار اليوم)، علها تجد حلا وآذانا لدى السلطات المحلية، التي أقحمتها في أزمة كبيرة، طيلة السنوات الماضية، فرغم أن ملفاتهم مكتملة وقانوية بحيث أودعوها لدى المصلحة المختصة على مستوى دائرة حسين داي، والتي تعتبر المسؤولة عن إعطاء الموافقة والترخيص للحفر والبدء في أشغال مد الأنابيب، وهذا حتى يتسنى لمصلحة سونلغاز القيام بأشغال توصيل وتزويد المواطنين بشبكة الغاز، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد من طرف مصالح الدائرة رغم دفعهم 7 ملايين لكل واحد فيهم منذ ستة أشهر. وتعتبر هذه المحاولة الثانية، بعد تلك التي كانت منذ سنوات، فنفس الرد العقيم والأسباب تبقى مجهولة. والجدير بالذكر أن هذه السكنات متواجدة بالقرب من المطبعة الرسمية الوطنية، وقد استفادت ملحقة جديدة افتتحت مؤخرا، تابعة لذات المطبعة من خدمة الغاز، فيما بقيت العائلات الساكنة بالجوار محرومة من الغاز، وهذا ما أثار سخط السكان وفتح المجال أمام الكثير من التساؤلات.. وأكدت هذه العائلات الساكنة بحي سان شارل ل(أخبار اليوم)، أنها تملك وثائق الملكية لبيوتها، وليس هناك أي سبب تقني يمنع من توصيل الغاز إلى بيوتهم. وللاستفسار عن خلفية هذه الوضعية التي تحيط ب30 عائلة، بقاريدي2 تنقلنا إلى المديرية العامة لتوزيع الكهرباء والغاز المتواجدة على مستوى بلوزداد بالرويسو، حيث استقبلتنا المكلفة بالإعلام، وفي ردها على انشغالات هذه العائلات المحرومة من الغاز منذ أكثر 17 سنة، أعلمتنا بأنه لا وجود لأي مشكل إطلاقا فيما يخص تزويد سكان حي سان شارل بالغاز، على الأقل على مستوى مديرية توزيع الغاز والكهرباء على مستوى بلوزداد، فملفات العائلات أرسلت من طرف مصالح المديرية مباشرة إلى دائرة حسين داي منذ عدة شهور من أجل استكمال بعض الإجراءات البسيطة والشروع في إجراءات الحفر ومد الغاز، إلا أن هذه الأخيرة أي المقاطعة الإدارية لحسين داي هي المسؤولة حاليا عن تجميد هذه الخدمة وحرمان هذه العائلات من التزود بالغاز، فحسب نفس المتحدثة فإن مصالح المديرية لم تبقى مكتوفة الأيدي وإنما أرسلت عدة إخطارات إلى الدائرة المعنية من أجل الاستفسار عن مصير الملفات، إلا أن الرد العقيم كان يأتي في كل مرة، ليضاعف من مأساة هذه العائلات، التي باتت تشكك في أسباب عدم استفادتها من الغاز، فمن يقف وراء حرمان 30 عائلة من خدمة الغاز في وسط القبة؟