دعا الدكتور علي جمعة مفتي مصر المسلمين إلى ترجمة الروح التي صنعها شهر رمضان المبارك في المتعرضين لنفحاته في مواصلة أعمال البر والخيرات، وصلة الأرحام، وتقديم العون للمحتاجين، وزرع الطمأنينة والسكينة والفرحة في كل مكان، وفي قلب كل إنسان، حتى تنعم البشرية جمعاء بمظاهر السرور ومشاعر البهجة ولتتأكد في الأوطان والمجتمعات الإسلامية عطاءات السلوك الإسلامي الحضاري والخلق الإنساني المستقيم. وأضاف جمعة في كلمته التي وجهها إلى الأمة الإسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك أن الفرحة الحقيقية لعيد الفطر المبارك التي تغمر كافة القلوب المؤمنة والنفوس الصادقة مع خالقها، ينبغي ألا تأخذ أشكالا ظاهرية فقط وليوم واحد أو عدد من الأيام وحسب وإنما يجب أن تمثل دومًا وطوال العام في سلوك إيماني قويم، ملتزم بأداء كل واجب ومندوب. وأكد د. جمعة أن عيد الفطر المبارك عند المسلمين تعبير عن الشكر لله تعالى على أن وفقهم لأداء عبادته، والتزام طاعته، قال تعالى: "ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون". وشكر الله تعالى لا يكون باللسان فقط، وإنما يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأثر ذلك وثمرته إنما يكون لصالح المسلم، ولصالح المجتمع، قال تعالى: "اعملوا آل داوود شكرا"، وقال جل شأنه: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا". ومن أهم الطاعات التي هي مظهر من مظاهر شكر لله تعالى، التي يجب أن نحرص عليها: هو إصلاح ذات البين؛ فالعيد فرصة جديدة يجب استثمارها لتأكيد صلات الترابط والتراحم والتكامل والتعاون بين كافة المسلمين قولا وعملاً وبذلا وسخاء، وبتقديم كل وسائل العون والمساعدة لأصحاب الحاجة والعوز، والوقوف معهم من أجل تجاوز معاناتهم ومحنهم بكل السبل والوسائل. وأوضح جمعة في نهاية كلمته أننا إذ نودع شهر رمضان المبارك بإتمام فريضة الصيام وإكمال سُنة القيام والاجتهاد في تلاوة القرآن المجيد وقطع مسافات في رحلة التزود بقوة الروح وصحوة الضمير وعافية البدن وتطهير النفس لِتسمو إلى أعلى مراتب الخير والمحبة والتعاون والتسامح.. لَنتوجه إلى الله عز و جل أن يمكّن شعوبنا العربية والإسلامية أن تستفيد من الدروس العظيمة لهذا الشهر الكريم في كافة مجالات الحياة؛ خاصة في مجالات مضاعفة العمل والعطاء والجهاد في ميادين الخير والتآزر والتكامل والوحدة، آملين في الحصول على رضى الله سبحانه وتعالى وقبوله لأعمالنا الصالحات لينعم علينا بما وعدنا به من حسن الجزاء و العاقبة.