أدى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة صباح أول أمس صلاة عيد الفطر المبارك بالجامع الكبير بالجزائر العاصمة في جو من السكينة والخشوع، وتلقى بعد الصلاة تهاني العيد من كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة وممثلين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي المعتمد بالجزائر وجموع المواطنين. واستمع الرئيس بوتفليقة إلى الإمام الخطيب الذي تطرق في خطبتي الصلاة إلى أبرز معاني عيد الفطر المبارك، مشيرا إلى انه ''يوم فرحة عامة تشمل جميع المسلمين بعد فطرهم، وفيه يتعاون أفراد المجتمع ويتضامنون فيما بينهم لتكون الأمة عزيزة الجانب ومتماسكة''. ودعا الإمام المسلمين إلى الوفاء للدين الاسلامي من خلال التمسك بتعاليمه، والابتعاد عما نهى عنه ليزدادوا تقدما ورفعة بين الأمم، حاثا أفراد المجتمع على جمع شملهم وتوحيد صفوفهم والتحلي بالأخلاق الحميدة التي أكدها الدين الاسلامي الحنيف وتفقد أحوال بعضهم البعض ليعم الخير وينتشر الصلاح. وعقب الصلاة تلقى رئيس الجمهورية تهاني عيد الفطر المبارك من كبار المسؤولين في الدولة والمواطنين الذين أدوا صلاة العيد بالجامع الكبير، وكان في مقدمة مهنئيه السادة عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة وعبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني وبوعلام بسايح رئيس المجلس الدستوري وأحمد أويحيى الوزير الأول وأعضاء من الحكومة وممثلي بعض الأحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي المعتمد بالجزائر. مظاهر الابتهاج والتكافل تطبع أجواء العيد عبر الوطن أحيا الجزائريون يومي عيد الفطر المبارك في أجواء من الفرح والبهجة ممزوجين بمظاهر التكافل والتآزر الاجتماعي المتأصلة في المجتمع، حيث تميزت المناسبة عبر مختلف ولايات الوطن بتبادل الزيارات والتحلي بالتراحم والتآزر وبأسمى قيم الدين الإسلامي الحنيف. فرحة وتغافر بالعاصمة استقبل سكان الجزائر العاصمة كعادتهم عيد الفطر المبارك في أجواء من الفرحة والبهجة التي صنعها الأطفال، الذين ارتدوا أجمل الملابس الزاهية، مقرونة بتبادل الزيارات وعيادة المرضى في المستشفيات، وبتذكر الموتى من خلال زيارة المقابر. فمع أولى نسمات صباح يوم العيد توجهت جموع الناس إلى المساجد لتأدية صلاة العيد التي سبقت بالتهليلات والتسبيحات حمدا لله على نعمتي الصيام والإفطار. ولا تحلو أجواء العيد دون أن تتزين موائد العاصميين بأطباق الحلوى المتنوعة التي تم تحضيرها خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، فيما يطغى طبق الكسكسي على غالبية موائد الغداء التي تحضرها ربات البيوت في كل مرة حلت عليها هذه المناسبة السعيدة. ومن العادات الحميدة التي توارثتها العائلات الجزائرية في هذه المناسبة، الوفاء لموتاها وزيارة مقابرهم للدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والتصدق على المعوزين والفقراء الذين يتخذون من مداخل المقابر أماكن لهم، فيما فضل مواطنون آخرون التوجه إلى المستشفيات لعيادة المرضى الذين حالت ظروفهم الصحية دون التنقل إلى ذويهم لقضاء العيد وسط عائلاتهم، حيث شهدت مستشفيات الجزائر العاصمة على غرار مصطفى باشا ونفيسة حمود وبني مسوس وغيرها، توافد العديد من المواطنين لمؤانسة المرضى والتخفيف عنهم في هذا اليوم، بينما شهدت مصالح طب الأطفال من جهتها نشاطات متنوعة منذ ليلة السابع والعشرين من رمضان ميزها توزيع الهدايا والألبسة، على الأطفال الذين جاءوا للعلاج من ولايات بعيدة. التصافح والتسامح يميّزان الاحتفال بولايات الوسط وعلى غرار سكان العاصمة احتفل مواطنو ولايات وسط البلاد بعيد الفطر المبارك في أجواء أخوية سادتها الفرحة والتسامح والتصافح والابتهاج بإتمام فريضة الصوم بصبر وإيمان، حيث خرج سكان ولايات عين الدفلى، بجاية، بومرداس، البويرة، تيزي وزو، الشلف، الجلفة، المدية، تيبازة والبليدة منذ الصباح الباكر قاصدين بيوت الله، مسبحين، مهللين ومكبرين لأداء صلاة العيد، التي دعا الأئمة فيها إلى التحلي بقيم الدين الإسلامي الفاضلة من تسامح وتراحم ومحبة وشفقة. وبعدها كانت العودة إلى الأجواء العائلية، حيث فرحة الأطفال واللقاء مع الأحباب والأقارب في أجواء الفرح التي تزينها موائد الحلويات المتنوعة التي تفننت ربات البيوت في إعدادها بهذه المناسبة العظيمة ولإسعاد أفراد أسرهن. بهجة وخشوع بولايات غرب الوطن عاش سكان الباهية وهران وغيرها من ولايات الجهة الغربية من الوطن أجواء مميزة بمناسبة عيد الفطر المبارك، امتزجت فيها الفرحة والخشوع والدعاء إلى الله تعالى بقبول صيام شهر رمضان المعظم. فقد توجه المصلون بولايات وهران ومستغانم ومعسكر وتلمسان وعين تموشنت وغليزان في الصباح الباكر إلى المساجد لتأدية صلاة العيد بالتكبير والابتهال وهم يرتدون أبهى الملابس وأجمل العباءات التقليدية الخاصة بمثل هذه المناسبات الدينية، فيما خرجت أفواج من الأطفال بحلتهم الجديدة مشكلين ديكورا ملونا تزينت به الشوارع والأحياء، والكل يتباهى بجمال الكسوة في حركية نشطة وأجواء بهيجة وبريئة. وعرف اليوم الأول من العيد إقبالا كبيرا للأطفال على باعة الألعاب والحلويات، كما برزت خلال هذه المناسبة صلة الرحم وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء لتقديم التهاني والأماني بجعل أيام السنة كلها محبة وتكافلا ووحدة بين أفراد المجتمع وأن يعم الخير والبركات بين الناس، بينما فضل غالبية المواطنين زيارة المقابر في الفترة المسائية أو خلال اليوم الثاني من العيد للترحم على ذويهم والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة. أجواء حميمية تميز العيد بشرق البلاد من جهتهم لا يزال الجزائريون بالولايات الشرقية للوطن يحفظون نفس العادات والتقاليد الاحتفالية بعيد الفطر المبارك، حيث بقيت هذه المناسبة الكريمة مناسبة لإبراز كل مظاهر الفرح الجماعي والتآزر والتضامن. وقد بدأ عيد الفطر في يومه الأول بشرق البلاد على غرار كافة مناطق الوطن بتوجه المصلين إلى المساجد لتأدية صلاة العيد، والاستماع إلى الأئمة الذين حثوا على التحلي بروح التسامح وإشاعة المحبة وترك الخصومات، مؤكدين على المكانة الكبيرة التي تحتلها صلة الرحم في الإسلام. وشكلت المناسبة بولاية عنابة وباتنة وبرج بوعريريج والمسيلة فرصة للتراحم والتكافل مع الفئات المحرومة، بينما خرج الأطفال بأحلى الحلل صحبة أوليائهم لأجل زيارة الأقارب، أو للتنزه وأخذ الصور التذكارية وهم يتباهون بكسوة العيد، وتفرغت السيدات وربات البيوت لتحضير الأطباق الشهيرة بالمنطقة كالكسكسى و''الشخشوخة بالدجاج'' و''لحم المخلول'' وغيرها من الأطباق التي اعتدن إعدادها في مثل هذه المناسبة. وبولاية سوق أهراس قامت مديرية النشاط الاجتماعي بزيارات لكل المراكز المتخصصة في استقبال الفئات الاجتماعية الهشة، على غرار مراكز العجزة لكل من سوق أهراس وسدراتة، فضلا عن زيارات أخرى للأطفال المرضى. وإلى جانب ولايات شرقية أخرى كسكيكدة وميلة وسطيف وجيجل وخنشلة وتبسة وأم البواقي، شهدت ولاية قسنطينة أجواء احتفالية مميزة بعيد الفطر المبارك، الذي استقبلته النسوة كالعادة بتقاليدها القديمة، التي تشمل تزين الأيدي والأرجل بالحناء وتحضير أشهى أطباق الحلوى التي تختص بها الولاية بشكل خاص والمنطقة الشرقية للوطن بشكل عام. تكافل ومودة بين سكان ولايات الجنوب وعلى غرار باقي ولايات الوطن احتفل سكان ولايات الجنوب بعيد الفطر المبارك بعد توديع شهر رمضان الفضيل في أجواء من المحبة والتغافر والفرح، بدأت بتوجه المصلين نحو مختلف المساجد لتأدية صلاة العيد والاستماع إلى خطبتي العيد، وتبادل التهاني والأماني بأن يعيد الله هذا العيد على الشعب الجزائري والأمة الإسلامية قاطبة بالخير والرخاء والإزدهار. وفضلا عن المشهد البهيج الذي صنعه الأطفال وهم يرتدون ابهى الملابس ويداعبون أجمل اللعب ويتبادلون مشاعر الفرح والابتسامات الجميلة، تميزت أجواء العيد بالتراحم والتآخي بين سكان الجنوب الجزائري، من خلال تبادل الزيارات العائلية وصلة الأرحام والجلسات الحميمية بين الأقارب والأصدقاء والجيران وتبادل أطباق الحلوى فرحا وتفاؤلا بهذه المناسبة السعيدة. الجالية الجزائريةبلندن تحيي تقاليد الاحتفال بالعيد احتفل جزائريو لندن على غرار الجالية الإسلامية عبر العالم بعيد الفطر في جو من الفرح والتآزر، حيث توجهوا في الصباح الباكر نحو مساجد المدينة التي تمت تهيئة مساحات إضافية ببعضها لتسع الجموع الغفيرة التي توافدت عليها في هذه المناسبة، مثلما هو الشأن بمسجد ''وايت تشابل'' الذي يعد أهم مسجد بلندن بعد مسجد ''بايكر ستريت''. وقد ألح الإمام في خطبة العيد بهذا المسجد على رسائل الإسلام التي تدعو إلى وحدة الأمة الإسلامية والتسامح وحب الغير والتضامن، وكان للمصلين في هذا اليوم المبارك وقفة ترحمية خاصة على ضحايا الفيضانات بباكستان. وعند نهاية الصلاة تبادل المصلون تهانيهم وتمنياتهم بالرقي والسعادة، ثم شرعوا في إجراء الاتصالات مع ذويهم وأصدقائهم سواء المتواجدين بأرض الوطن أو أولئك المقيمين أيضا بأرض المهجر، كما شكلت المناسبة فرصة للجزائريين المقيمين بلندن للالتفاف حول مائدة قهوة وحلويات تقليدية تذكرهم بالجو الحميمي الذي اعتادوا عليه بالوطن الأم. وتجلت بهجة العيد خاصة بالأحياء التي يقيم بها المسلمون على غرار ''ويلثامستو'' بشرق العاصمة البريطانية والذي تم تزيين محلاته ومطاعمه ومقاهيه باللافتات التي كتبت عبارات التهاني بالعيد. كما تجلت أيضا على ضفاف نهر ''التايمز''، حيث صنع الأطفال أجواء الفرحة وارتدوا أجمل الملابس التقليدية على غرار ''البرنوس'' و''الشاشية''. تضامن مع الأطفال المرضى والأشخاص المسنين قام وزير التضامن الوطني والأسرة السيد سعيد بركات بمناسبة عيد الفطر المبارك بزيارة إلى مستشفى جيلالي بلخنشير (بئر طرارية) بالعاصمة، وإلى مركز الأشخاص المسنين بدالي ابراهيم، حيث وزع الهدايا على المسنين وعلى الأطفال الذين أجبرتهم حالتهم الصحية على قضاء العيد بالمستشفى. وتلقى الوزير لدى زيارته إلى مختلف أقسام المستشفى شروحات عن الحالة الصحية لهؤلاء المرضى وحيا بالمناسبة المجهودات المبذولة من طرف الطاقم الطبي الذي يسهر على تقديم الخدمات الصحية للمرضى. كما اطلع السيد بركات بمركز دالي ابراهيم للمسنين الذي يضم 120 مسنة على الظروف المعيشية لهاته الفئة الهشة من المجتمع وظروف التكفل بها وقدم للمقيمات بالمركز هدايا بمناسبة عيد الفطر، معتبرا زيارته واجبا دينيا إزاء الأطفال في المستشفيات وكذا فئة المسنين الذين لم يتمكنوا من قضاء هذه العيد وسط دفء العائلة''. وبالمناسبة عبر الأطفال عن فرحتهم بالهدايا التي قدمت لهم، كما استحسن أولياؤهم المبادرة، خاصة الأمهات اللاتي يلازمن أبناءهن منذ أيام بالمستشفى. المحسنون يعيدون البسمة للأطفال بالمستشفيات وقد شدت مصالح طب الأطفال بالعديد من المراكز الإستشفائية الجامعية بالعاصمة اهتمام الجمعيات الخيرية والمحسنين بمناسبة عيد الفطر، حيث عرفت المراكز الاستشفائية مصطفى باشا ومحمد لمين دباغين ونفيسة حمود إقبالا كبيرا لهؤلاء الذين أعادوا رسم البسمة على وجوه البراعم الموجودة بالمستشفى، من خلال تزيين جدران غرفهم بالبالونات وبمختلف الألوان والرسوم ملؤوها باللعب والهدايا.