برمجت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة قضية كلّ من المدعو (غ. محمد أمين) و(ب. أسامة) اللذين حاولا ربط اتّصالات مع عبد المالك دروكدال المدعو أبو مصعب عبد الودود أمير ما يسمّى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بوساطة من المدعو أبو حمزة أمير إحدى الجماعات الإرهابية بمنطقة بومرداس، بغرض تموين هذه الجماعات وتزويدها بأخبار الثكنات العسكرية وتجنيد الشباب الرّاغبين في الالتحاق بالجبال. حسب الملف القضائي فقد أجرى المتّهم (غ. محمد أمين) عدّة اتّصالات مع المكنّى أبو حمزة خلال الفترة الممتدّة ما بين سنتي 2005 و2007، حيث عمل المتّهم الثاني حينها على تزويد الجماعات المسلّحة بالمواد الغذائية والمواد الكيماوية وبمعلومات دقيقة حول تحرّكات قوات الأمن بالمنطقة بطلب من المدعو أبو حمزة، وهذا بعدما تعرّف بالمكنّى رضوان الذي زوّده برقم هاتف هذا الأخير. حيث تحدّث (غ. محمد أمين) مع (رضوان) عن فكرة الجهاد في العراق والشيشان وحتى الصومال ضد إثيوبيا، ليتمّ بعد ذلك تحديد موعد بين (غ. محمد أمين) والمدعو أبو حمزة ببومرداس الذي التقاه برفقة إرهابيين اثنين مسلّحين، عارضا عليه فكرة التوسّط له لدى عبد المالك دروكدال المكنّى أبو مصعب عبد الودود الأمير الوطني لما يسمّى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ليصبح مستقبلا أحد أبرز مموّلي الجماعات الإرهابية بالمنطقة وتزويدها بالمعلومات المتعلّقة بالقضايا الإرهابية وبعض الأخبار الخاصّة بالثكنات العسكرية المتمركزة في المنطقة، وكذا تحرّكات أفراد قوات الأمن مع تكليفه بتجنيد الشباب الرّاغبين في الالتحاق في صفوف الجماعات الإرهابية. وقد تمكّن بالفعل (غ. محمد أمين) من تجنيد شابّين اثنين من بومرداس اللذين التحقا بجماعة أبو حمزة على متن سيّارة المتّهم ووجدا هذا الأخير في انتظارهما برفقة إرهابيين بحوزتهما رشاشات، وأخبرا أبو حمزة مع أسامة المتّهم الثاني بأن المجموعات الإرهابية بمنطقة وادي سوف قد طالبت دروكدال عبد المالك بمدّها بعناصر إرهابية أخرى لتعزيز نشاطها وصفوفها هناك، مع العلم أن أبا حمزة وقت اللّقاء كان مرتديا حزاما ناسفا. وتفيد المعلومات المتوفّرة لدينا من الملف بأن المكنّى أبو حمزة سلّم ل (غ. محمد أمين) مبلغ 4 ملايين سنتيم بغرض اقتناء مادة الفضّة الخام لاستعمالها في صناعة المتفجّرات بهدف القيام بعمليات إرهابية في بومرداس، وقد تمكّن المتّهم الثاني من شراء واحد كيلوغرام من هذه المادة بمبلغ 2.9 مليون سنتيم وسلّمه لجماعة أبي حمزة التي كانت تخطط للقيام بعدّة عمليات إرهابية تستهدف بعض المناطق الحسّاسة بمنطقة دلس.