يتعرض الكثيرُ من الجزائريين بمختلف فئاتهم لأنواع مختلفة من الفيروسات التي تظهر في شكل أمراض موسمية تجعل صاحبها حبيس البيت أو مدمنا على أنواع الأدوية التي تكون رفيق دربه إلى غاية انقضاء الشتاء. ومن خلال زيارتنا لأحد المستشفيات التابعة للجزائر العاصمة لمسنا مدى معاناة هؤلاء الناس وصراعهم الدائم مع المرض الذي يتطلب عند البعض إجراء تشخيص مبكر وتكفل طبي خاصة عند الأطفال الصغار باعتبارهم يفتقدون للمناعة الكافية لمكافحة المرض والصمود له طويلا خاصة إذا تعلق الأمر بمرض الربو وما له من انعكاسات خطيرة على حياة الفرد في حالة إهماله وعدم التكفل المبكر به. في هذا الشأن أفادنا أحد الأطباء المتواجد بمستشفى بني مسوس أن نسبة 14 بالمائة من الجزائريين يعانون من هذا المرض الذي يعتبر قاتلا في الكثير من الأحيان نظرا لخطورته ومنهم حدد وجود نسبة 8 بالمائة من تلك النسبة احتل مكانتها الأطفال في مقتبل العمر كانوا هم الآخرون فريسة لهذا المرض دون أية رحمة بالرغم من براءتهم، إلا أنهم لم يسلموا من الأمر حيث يتعرضون إلى اختناقات يومية تكون مصاحبة بضيق في التنفس وتكون هذه الإصابات بأعداد متزايدة خاصة في الأماكن التي تنتشر فيها المصانع والرطوبة. في نفس السياق دعا المتخصصون في الأمراض التنفسية لدى الأطفال بنفس المستشفى إلى ضرورة بذل جهود إضافية للتكفل بالمرضى المصابين بهذا الداء خاصة الأطفال منهم بسبب سوء التشخيص والمتابعة السيئة للمرضى في تناول الدواء، حيث تم عرض فئة (السنينجولير) وهو دواء عالي الجودة يستخدم لعلاج أعراض حساسية الأنف الدائمة، إذ يساعد في ضخ الهواء إلى الرئتين لمساعدتهم إلى دفع الهواء لداخل الجسم ويطلق على الدواء اسم (سانقولار) وهو عبارة عن أقراص تؤخذ عن طريق الفم حيث تستوفي العلبة الواحدة منه علاجا للمريض طيلة 6 أشهر، حيث يعمل هذا الدواء في التخفيف من استعمال بخاخة الفانتولين والحد من النوبات المفاجئة للمرضى خاصة في فصل الشتاء. كما أوضح الأخصائي (دواقي) رئيس مصلحة الأمراض التنفسية والحساسية لمستشفى بني مسوس في حديثه أن العوامل المتسببة في الإصابة بأمراض الحساسية تتصل بالدرجة الأولى بالتدخين باعتباره أحد أهم العوامل، إلى جانب التلوث جراء غبار المنازل وشعر القطط والكلاب والطفيليات فضلا عن الفطريات ومواد البناء الحديثة المستعملة في البناء والتي تحتوي على مواد سامة. وأضاف ذات المتحدث أن جزءا كبيرا من سكان جنوب البلاد لم يسلموا هم الآخرون من هذا المرض بسبب ما يعانون من حساسية ناجمة عن غبار طلع النخيل، وحسب البروفيسور (دواقي) فقد أفاد بأن 8 بالمائة من أطفال الجزائر مصابون بمرض الربو الحاد، مضيفا أن الصغير الذي يتعرض لثلاث نوبات صفير صدري قبل سن العامين إلى جانب ابن المصابة بالربو معرضان أكثر من غيرهم للإصابة بالربو الذي يبدأ بشكل حساسية ويتطور إلى ربو مزمن مع مرور الوقت، وعادة ما يشمل أعراض المرض السعال مع ضيق التنفس الأزيز أو الصفير ويمكن أن يؤدي إلى نوبات الاستيقاظ من النوم ليلا مسببا نوبة السعال المتكررة، تختلف النوبات من وقت لآخر كما تختلف من طفل لآخر من حيث الشدة فتشمل الخفيفة والمتوسطة والشديدة، ومن أهم أسباب الإصابة بداء الربو المزمن عند الصغار خصوصا الذين تتراوح أعمارهم بين عام و15 سنة أكد البروفيسور (دواقي) أن للعوامل الوراثية دور كبير في الإصابة بمرض الربو وإصابة الأبوين بأمراض الحساسية تعد إحداهما، حيث إذا كان أحد الأبوين مصابا فإن احتمال الإصابة عند الأطفال تقدر ب 50 بالمائة، أما إذا كانت إصابة كليهما فترتفع النسبة إلى 70 بالمائة وهذا ما يشكل أحد أهم أسباب ارتفاع مرض الربو عند الأطفال، إضافة إلى وجود مدخنين بالمنزل فهذا يزيد من ارتفاع نسبة الإصابة بالربو عند الصغار، كما أن إخضاع الطفل لاختبارات جلدية يكشف عن وجود مسبب مثل ثبوت حساسيته ضد حبوب الطلع أو التعفن أو بعض الحساسيات الغذائية منها الحساسيات في الحليب، البيض، الفول السوداني التي تتطور مع مرور الوقت إلى إصابة بداء الربو والتهاب الأنف تتحول عند بلوغ الطفل 8 سنوات فما أكثر إلى ربو مزمن، الأمر الذي يستدعي حرصا أكبر من قبل الأولياء من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة والابتعاد عن مسببات المرض والحرص على التشخيص المبكر الذي يعتبر أكثر من ضرورة لوقاية المريض قبل تطور الحالة إلى استعمال العلاج خاصة في فصل الشتاء وارتفاع الرطوبة.