قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الجمعة إن حوالي 5000 سوري يفرون من بلادهم يوميا ويعبرون الحدود إلى دول مجاورة. وقال أدريان إدواردز المتحدث باسم المفوضية التابعة للأمم المتحدة في إفادة صحفية في جنيف (هذه أزمة كاملة). وأضاف (كانت هناك زيادة ضخمة في جانفي وحده. نحن نتحدث عن زيادة بنسبة 25 في المئة في أعداد اللاجئين المسجلين خلال شهر واحد). من جهتها، أكدت منظمة (أطباء بلا حدود) أن ما يزيد على نصف اللاجئين السوريين في لبنان يفتقدون الرعاية الطبية، ويواجهون ظروفا معيشية صعبة في ظل أجواء الشتاء، عازية ذلك إلى إجراءات التسجيل. وفي تقرير لها بعنوان (بؤس خارج منطقة الحرب) ذكرت المنظمة أن نصف اللاجئين السوريين في لبنان - ويقدر عددهم بنحو 300 ألف لاجئ - لا يتلقون ما يحتاجونه من علاج بسبب ارتفاع التكلفة، بجانب احتياجاتهم الإنسانية. وحسب نتائج الاستطلاع الذي أجرته المنظمة في صيدا وطرابلس ووادي البقاع فإن نصف اللاجئين يعيشون في أماكن لا تنطبق عليها المعايير المطلوبة ولا توفر لهم الحماية من عوامل الطبيعة، بينما يعاني الباقون من تكلفة الإيجارات بعد أن فقدوا موارد رزقهم. وقالت المنظمة إن 41 % من اللاجئين الذين قابلتهم ليسوا مسجلين، وإن نحو ثلثي اللاجئين والعائدين اللبنانيين غير المسجلين لا يتلقون كذلك أي مساعدات من أي جماعات غير حكومية. وتطرق التقرير لجملة من المشاكل التي تقف حائلا دون تلبية احتياجات اللاجئين، منها طول فترة التسجيل التي يمكن أن تمتد إلى أشهر في لبنان، ولاسيما أن اللاجئين موزعون في مختلف أنحاء البلاد ولا يقيمون في مخيمات محددة مثل نظرائهم في الدول المجاورة الأخرى. وأشار المدير العام للمنظمة برونو يوخوم للصحفيين في جنيف إلى أن اللاجئين لا يتلقون أي مساعدات قبل تسجيلهم، وتوقع أن يتكبدوا كل تكاليف الرعاية الصحية. وقال يوخوم إن الحصول على المساعدة يجب ألا يرتبط بعملية التسجيل، ودعا الحكومة اللبنانية ووكالة اللاجئين الدولية إلى تغيير هذه السياسة على الفور. وطبقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يوجد في لبنان أكثر من 172 ألف لاجئ سوري مسجل، و88582 لاجئا آخر يجري تسجيلهم، فيما يقدر عدد غير المسجلين في البلاد بنحو 50 ألف لاجئ. ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 209 أشخاص قتلوا الخميس في أنحاء متفرقة من سوريا. وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان وصل وكالة الأنباء الألمانية أمس الجمعة: (ارتفع إلى 172 عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا إلى قافلة شهداء الثورة السورية). وأضاف: (قتل مالا يقل عن 37 من القوات النظامية إثر استهداف آليات بتفجير عبوات ناسفة واشتباكات في عدة محافظات سورية). وتمنع السلطات السورية وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد مما يجعل من الصعب التحقق من صحة التقارير الواردة بشأن أعمال العنف من مصدر مستقل.