وداعا جنوب إفريقيا.. مرحبا المغرب 2015 نيجيريا تهزم بروكينا فاسو وتتوج باللقب القاري حلق المنتخب النيجيري عالياً في سماء القارة السمراء اول امس بعد أن توّج بلقب كأس أمم إفريقيا التي أقيمت في جنوب إفريقيا بعد فوزه في النهائي على بوركينا فاسو بهدف دون رد، وسجل هدف التتويج لنيجيريا سانداي مبا في الدقيقة 40 وبذلك ينال النسور الخضر لقبهم الثالث في التاريخ بعد سنتي 1980 و1994. ب. ع/ وكالات قبل انطلاقة مواجهة النهائي قدّمت اللجنة المنظّمة لكأس أمم إفريقيا عرضاً خاصاً بنهاية عرس كرة القدم في القارة السمراء، وكان الحفل بمثابة عرض غنائي يجسّد العمق الإفريقي لجنوب إفريقيا، وكان مصحوباً بلوحات راقصة لكن هذا العرض كان باهتاً مثل عرض الافتتاح وهو ما يعبّر على عدم استعداد جوهانسبورغ لاستضافة (الكرنفال) الإفريقي. اللقاء استهلّ المنتخبان المواجهة بتحفظ كبير واختار كلّ طرفٍ أن يتريّث قبل الدخول في معركة الخواتيم، فسيطر الحذر على حكايات البدايات وانحصرت المواجهة في منطقة أم المعارك. وخلال 15 دقيقة من أحداث الفترة الأولى لم نشاهد إلا فرصة وحيدة كانت في الدقيقة 10 كاد خلالها الحارس البوركينابي أن يتسبّب بكارثة، عندما أمسك الكرة وتركها فأتت أمام براون إديي، الذي صوّب دون تركيز لتمرّ كرته برداً وسلاماً على حصون منتخب (الخيول). التسلّل من الأطراف حاول منتخب نيجيريا أن يستغلّ هشاشة الأطراف البوركينية وركزت جلّ هجماته على براعة لاعب تشلسي الإنجليزي موزس وإديي لاعب دينامو كييف الأوكراني في التوغل ولعب العرضيات التي غالباً ما وجدت الحارس دودا دياكيتاي. ويبدو أن صعوبة اختراق دفاع منتخب دولة فولتا العليا سابقاً أجبر النسور الخضر على إيجاد حلول بديلة والمرور عبر الجهة اليمنى والجهة اليسري. انتشار جيّد شلّ الانتشار الجيّد لمنتخب الخيول حركة لاعبي نيجيريا وأدخل فيهم شيئاً من الارتباك وكثّف مدرّب بوركينا فاسو البلجيكي بول بوت من لاعبي خط الوسط ليحدّ من خطورة جون أوبي ميكال وسانداي مبا ولاعب لازيو الإيطالي أوجني أنازي. وحاول منتخب الخيول أن يؤدّي واجباته الدفاعية قبل المجازفة بالهجوم، ففي الدقيقة 25 تمكّن البوركينابيون من الحصول على أوّل فرصة في المواجهة كانت بواسطة بانسي، الذي صوّب لكن كرته مرت فوق الشباك. وتميّز اللاعب جونتان بيتريبا الذي كان مصدر إزعاج لمدافعي نيجيريا في هذه الفترة. الزاد الفني يحدث الفارق يتميّز لاعبو المنتخب النيجيري بزادٍ فني كبير مكّنهم من تسجيل الهدف الأوّل في الدقيقة 40 من كرة ارتدت من الدفاع البوركيني لتأتي أمام مبا، الذي رفع الكرة بلاعب ثمّ بلاعبين وسدّد في مرمى الخيول معلناً عن هدف السبق لنسور لاغوس. فدفع منتخب الخيول فاتورة تحفّظهم الدفاعي وانتظارهم المفرط للمنافس ومحاولة لعب المرتدات، التي لم تتوفر لهم، لأن نيجريا حصّنت دفاعها وكانت متوازنة بين الدفاع والوسط والهجوم. شوط باهت لم يرتقِ الشوط الأوّل إلى مستوى كبير وكان الأداء متواضعاً وتراوح المردود بين تحفّظ بوركينا فاسو وخوف نيجيريا من نتيجة المباراة لتأتي لوحة فنية فردية من أحد لاعبي منتخب النسور الخضر لتنتهي قصّة الفترة الأولى بتقدّم القادمين من لاغوس بهدف دون ردٍّ. محاولة إنهاء المواجهة في الشوط الثاني، حاول النيجيريون أن يجهزوا على أحلام وآمال منتخب الخيول من خلال شنّ الهجومات المتتالية وفي الدقيقة 48 كاد إيديي أن يضيف ثاني الأهداف بعد أن توغّل في دفاع المنافس وسدّد، لكن كرته وجدت الحارس دياكيتاي في المكان الصحيح. واصل أبناء المدرّب ستيفان كيشي، الباحث عن شرف التتويج باللقب كمدرّب بعد أن نالها كلاعب سنة 1994، الضغط على حصون بوركينا فاسو، ولولا رعونة موزس في التعامل مع الكرة في الدقيقة 55، بعد أن تولّى قيادة هجمة مرتدّة، لسجل منتخب نيجيريا هدفه الثاني في المواجهة. الضغط العالي يبدو أن لاعبي المنتخب البوركيني اضطروا للتخلّي عن تحفظهم وبادروا بانتهاج طريقة الضغط العالي على حامل الكرة لشلّ هجمات نيجيريا واسترجاع الكرة بشكل سريع ومحاولة تسجيل هدف تعديل الكفّة. وركز لاعبو منتخب الخيول على الكرات الثابتة واستغلال ارتباك مدافعي منتخب نيجيريا، ففي الدقيقة 59 تحصل المنتخب البوركيني على مخالفة لكن رأسية بانسي كانت بين أحضان الحارس فانسون إنيما. تحسّن أداء المنتخبين خلال أواخر المواجهة بعد أن تغيّر النهج التكتيكي لكلا المنتخبين، إذ حاول النيجيريون استغلال تقدّم لاعبي بوركينا فاسو ولعب المرتدات، في المقابل انتهجت كتيبة الخيول طريقة الضغط العالي وصنع الهجمة بسرعة كبيرة وكادت هذه الطريقة أن تؤتي أكلها، وفي الدقيقة 74 انفرد البديل ولفريد سانو بالحارس لكن تصويبته لم تغالط إنيما، الذي كان سدّاً منيعاً أمام هذه المحاولة. خلل تكتيكي بوركيني وفي الدقيقة 83 أضاف المدرّب بوت مهاجماً آخر بغية تعديل الكفة بإقحام مامانو داغانو، لكن كادت الرياح تأتي بما لا يشتهيه البلجيكي، وبما أنّه أخرج قلب الدفاع بول كوليبالي فتوالت الهجمات النيجيرية، التي اتسمت بالرعونة وعدم التركيز. وباءت محاولات بوركينا فاسو بالفشل في إدراك التعادل ليزُفّ منتخب نيجيريا عريساً للقارة السمراء بهدف وحيد ليعود بقوّة بعد غيابه عن دورة 2012، التي أقيمت في غينيا الاستوائية والغابون. تشكيلة المنتخبين: نيجيريا: فانسون إنيما، أووا إلدرسون إكايغايل، كينيث أميرو، غودفري أوبوابونا، إيفي أمبروز، أوبي ميكال، أوجيني أونازي، سانداي مبا، فيكتور موزس، براون إديي، إيكيتشوكوو أوتشي. المدرب: ستيفان كيشي. بوركينا فاسو: داودا دياكيتاي، باكاري كوني، بول كوليبالي، محمد كوفي، سايدو بانانديتيغويري، شارل كابوريه، فلوران رويمبا، دجاكريدجا كوني، براجيس نكولوما، أرستيد بانسي، جونتان بيترويبا. المدرب: البلجيكي بول بوت. كيشي ثاني مدرب يتوج بالكأس القارية لاعبا ومدربا بحصول نيجيريا على لقب طبعة جنوب إفريقيا 2013، بات المدرب كيشي البالغ من العمر 51 عاما ثاني مدرب في تاريخ كأس أمم إفريقيا يحصل على اللقب القاري كلاعب وكمدرب، بعد المصري الراحل محمود الجوهري. كيشي وبعد أن عجز عن إحراز اللقب خلال قيادته لمنتخبي توغو (2006) ومالي (2010)، ثم عين في منصب مدرب نيجيريا، خلفا لسامسون سياسيا المقال بعد عجزه في قيادة بلاده إلى نهائيات إفريقيا 2012. نيجيريا تمثل القارة الإفريقية في مونديال بين القارات سيلعب منتخب نيجيريا في كأس العالم للقارات التي ستقام بالبرازيل في الفترة الممتدة بين 15 جوان 2013 و30 من نفس الشهر وسيكون النسور الخضر في المجموعة الثانية رفقة منتخبات إسبانيا وأورغواي وتاهيتي. ثاني مواجهة للمنتخبين في هاته البطولة التقى الفريقان في أولى مبارياتهما في الدور الأول ضمن المجموعة الثالثة، فحسم التعادل 1-1 المواجهة بهدف لايمانويل ايمينيكي قبل أن يعادل البوركينابي الان تراوري في الوقت القاتل، وتأهلا سويا، وغاب اللاعبان عن المباراة النهائية بسبب الإصابة فبقي الأول هدافا للبطولة برصيد 4 أهداف مشاركة مع الغاني مبارك واكاسو، والثاني في المركز الثاني وله 3 أهداف. علامة كاملة للحكم الجزائري جمال حيمودي قاد الجزائري جمال حيمودي المباراة النهائية وهو الذي قاد أيضا المباراة الافتتاحية بين جنوب إفريقيا وأنغولا التي انتهت بالتعادل السلبي على الملعب ذاته، ما يعزز حظوظه في أن يكون حاضرا في مونديال 2014 في البرازيل ممثلا عن القارة السمراء. حيمودي بشهادة الجميع كان نجم هاته الدورة، واستحق كل الثناء والتقدير من طرف الجميع وأثبت فعلا أن حكما من طينة الكبار، بدليل أنه نال العلامة الكاملة لإدارته لقاء ربع النهائي بين نيجيريا وكوت ديفوار، وهي نفس العلامة التي حصل عليها في اللقاء النهائي. دورة 2015 بالمغرب و2017 قد تسحب من ليبيا ستجرى الدورة المقبلة 2015 بالمغرب، فبعد دورة 1988 التي توج بها المنتخب الكاميروني على حساب نيجيريا، هاهو البلد الشقيق المغرب يستضيف دورة كأس أمم إفريقيا، دورة ستكون فرصة للجمهور الجزائري في حال تأهل منتخبنا إلى إليها لحضور العرس القاري بقوة لمناصرة منتخبنا لعل وعسى يعود بالتاج القاري من هناك وهو الحلم الذي يراود جميع الجزائريين. أما الدور الموالية 2017، فهناك احتمال كبير بسحبها من ليبيا، لأسباب أمنية، وفي حال تأكيد سحبها قد يسند تنظيمها من جديد إلى جنوب إفريقيا، كما لمح إلى ذلك رئيس (الكاف) عيسى حياتو في ندوة صحفية عقدها بجوهانسبورغ عشية المباراة النهائية التي توج بها منتخب نيجيريا. قالوا بعد اللقاء مدرب بوركينا فاسو: "فخور بفريقي وقاتلنا حتى اللحظة الأخيرة" (ربما يكون التعب قد نال منا في مباراة النهائي لكني لا أرغب في اختلاق الأعذار. شاهدت فريقي يقاتل حتى اللحظة الاخيرة. أنا فخور جدا بفريقي ويتعين على كل مواطني بوركينا فاسو ان يفخروا بفريقهم). وأضاف (قدمنا عروضا رائعة خلال هذه البطولة. لم يكن احد يتوقع ان نحقق هذه النتائج). وقال بوت انه سيتحدث مع مسؤولي اتحاد الكرة والحكومة في البلاد من اجل الحصول على المزيد من الدعم المالي للفريق الذي يأمل في بلوغ نهائيات كاس العالم 2014 في البرازيل. مدرب نيجيريا: "أنا أسعد إنسان فوق الأرض" "لو كان هناك أسعد إنسان فوق هذه الأرض فأنا، فقيادتي منتخب نيجيريا إلى منصة التتويج القارية بجنوب إفريقيا كان بالنسبة للكثيرين قبل انطلاقة البطولة أبعد من المستحيلات السبع، لكن ثقتي وإيماني بالله و بعملي وبتعاون الجميع تمكنا من بلوغ الهدف المنشود، سأعود إلى بلدي نيجيريا متوجا بالكأس الغالية، الكثير لن يصدق هذا، فالذين انتقدوني بشدة قبل انطلاقة البطولة سيمدحونني لكن أنا لست بحاجة إلى مدحهم، برهنت على أنني قادر على إعادة هيبة المنتخب النيجيري). وعن اللقاء قال كيشي (المباراة لم تكن سهلة، وكنت على يقين أن اللقاء سينتهي لمصلحتنا بهدف يتيم، كون منتخب بوركينا فاسو يملك لاعبين ممتازين اثبتوا فعلا أن بلوغهم اللقاء النهائي لم يأت صدفة، وأتمنى لهذا المنتخب كل التوفيق والنجاح).