بلغت 45 ألف حالة سنوياً تفاقم الاصابات بالسرطان يُقلق الجزائريين تعد الجزائر من بين الدول التي يكثر فيها انتشار مرض السرطان بحيث وحسب ما كشفته الإحصائيات الجديدة يتم تسجيل 45 ألف حالة سنوياً في الأعوام الخيرة مقابل 30 ألف سنوياً في التسعينيات، وأضحى يمس كامل الفئات من جميع الأعمار على غرار الشباب والكهول والسيدات وحتى الأطفال بحيث وحسب ما أفاد به المركز الوطني لمكافحة السرطان بيار ماري كوري بمستشفى مصطفى باشا الجامعي بالجزائر بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة السرطان أن الجزائر سجلت 1500 حالة جديدة لداء السرطان عند الأطفال. نسيمة خباجة وتحوّل المرض إلى مرض العصر الذي يهدد كل الفئات حتى أضحى هاجس الإصابة به يطارد الكل ويرادف اكتشافه لدى البعض الموت الحتمي بل حتى يفضلون عدم اكتشافه، إلا أن اكتشافه المبكر أفيد للمريض. ويشير الأطباء في الجزائر إلى أن 80 % من حالات المرض بالسرطان يتم اكتشافها في حالات متقدمة ويستعصى علاجها، في حين أن اكتشاف المرض مبكرا في مراحله الأولى يمنح فرصة حياة للمريض من 5 إلى 10 سنوات. وبعد كثرة المرض وانتشاره كثر الحديث بين الناس عليه في الأحاديث العائلية حتى منهم من تفادوا ذكر اسمه ويشار إليه دوما بعبارة "هذاك المرض ربي يعفينا منو" ويتخوف الكل من اكتشافه ويفضلون عدم الخضوع إلى تحاليل خوفا من الوصول إلى نتيجة حمل المرض الذي تنوع وتعدد في الجزائر على غرار سرطان الثدي لدى النساء حيث تتراوح الإصابات به من 7 إلى 10 آلاف حالة جديدة سنويا، ويليه سرطان الرئة عند الرجال الذي يمثل من 3 إلى 4 آلاف حالة، ثم سرطان القولون الذي تتراوح الإصابة به بين 2500 و3000 حالة، كما أن سرطان المثانة سجل ما بين 1800 و2000 إصابة يليه سرطان البروستات ب 1200 إصابة. وفي ذات السياق ، تشير الإحصائيات إلى أن 10 % من إصابات مرض السرطان في الجزائر تعود لأسباب وراثية، بينما تعود البقية إلى عوامل أخرى كالتدخين والتغذية بالمواد المصبرة والشيخوخة. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين على مستوى المركز الوطني لمكافحة السرطان بيار ماري كوري لرصد آرائهم فوجدنا أن اغلبهم كانوا متذمرين لحال بعض المرضى الذين يقربونهم والمتواجدين على مستوى المركز بحيث اختلفت أعراضهم واتحدت أوجاعهم ومعاناتهم في حمل مرض السرطان عفانا الله وإياكم، ما قالته السيدة زينب التي لجأت إلى المركز بغية إجراء بعض الفحوصات والتحاليل على مستوى الصدر بعد تجرعها لبعض الأوجاع الحادة وقالت أنها تدعو الله أن لا يكون ذلك المرض قد أصابها خاصة وأنها ضعيفة الإحساس ومن شانها أن تموت وتحبط معنوياتها في حال كشف المرض، إذ أوضحت إنها احتملت الأوجاع في بادئ الأمر إلا أن الطبيبة أرسلتها على وجه السرعة للمركز من اجل القيام بالماموغرافي أو الفحص بالأشعة لتبيين السبب الحقيقي لتلك الأوجاع. ونحن على مستوى المركز التقينا بالعديد من الفئات التي تحمل المرض والتي تخاف من حمله وتنتظر على أحر من الجمر نتائج الكشف والتحاليل وما استخلصناه أن هناك فئات تتشجع وتخوض خطوة الفحص والعلاج الأوَّلي إلا أن هناك فئات أخرى تمتنع عن ذلك وترى أن عدم اكتشاف المرض أحسن من كشفه. ما بينته آنسة التقيناها في ساحة المستشفى والتي رأت انه لو قدر الله وحملت المرض فسوف لن تخضع إلى العلاج خصوصا مع الأمور الحاصلة في المستشفيات والبيروقراطية المعلنة ففي كلتا الحالتين الموت هو حتمي لذلك فإنها تفضل معاناتها مع أوجاع المرض بدل معاناتها مع أوجاع المستشفيات. ومن جانب الوقاية قالت منظمة الصحة العالمية انه أكثر من 30 في المائة من جميع حالات السرطان يمكن منعها من خلال تدابير بسيطة مثل تجنب التدخين وتناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية والحد من استهلاك الخمر، كما أكدت المنظمة أن التدخين أحد أكبر المسببات لمرض السرطان التي يمكن الوقاية منها، فيما أشارت إلى أن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل يوميا يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والثدي.