أعلنت جمعية ''البدر'' لمساعدة مرضى السرطان عن شروعها في حملة إعلامية وتحسيسية عبر الوطن للكشف عن سرطان الثدي، الحملة التي تنظمها بالتعاون مع الشركة الوطنية للفحص والتصوير بالإشعاع الطبي (ساريم) تنظم بمناسبة شهر سرطان الثدي الذي يتزامن مع أكتوبر من كل سنة. ويعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان انتشارا في العالم والجزائر كذلك، وقد عرفت السنوات الأخيرة ارتفاعا مذهلا في عدد المصابات به، لذا أصبح الكشف المبكر مطلبا ملحا لأنه السبيل الأنجع لإنقاذ المصابات من مضاعفات قد تصل إلى الوفاة. ويعد سرطان الثدي حسب إحصاءات المنظمة العالمية للصحة خامس أنواع السرطان المسببة للوفاة على المستوى العالمي ب548 ألف حالة وفاة سنويا، ويأتي بعد كل من سرطان الرئة وسرطان المعدة وسرطان الكبد وسرطان القولون، ولكنه الأول على قائمة السرطانات القاتلة بالنسبة للنساء. وكانت أرقام مصلحة علاج السرطان بيير وماري كوري قد كشفت أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الجزائر تضاعفت 5 مرات في أقل من عشرين سنة، مما جعل هذا المرض الأول في قائمة السرطانات في البلاد بإحصاء 7 آلاف حالة جديدة سنويا ضمن 35 ألف حالة جديدة تخص كافة الامراض. وهناك حقائق تميز هذا السرطان في الجزائر، منها أن معدل سن التشخيص هو 45 سنة، وأن ثلثي النساء اللواتي يقصدن الطبيب للتشخيص مصابات بالمرض، وأن خمسهن يجدن أنفسهن في مرحلة جد متقدمة من المرض، وأن الثلثين يجدن أنفسهن مصابات بأورام يقدر متوسط حجمها ب40 مليمترا، كما أن 80 بالمئة من النساء المريضات يحتجن للتدخل الجراحي الاستئصالي ولا يكتشفن ذلك إلا عند التشخيص، في حين لا يوجد سوى 10 بالمئة ممن يكتفين بالعلاج بالأدوية. وكان الطيب لوح وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي قد أكد في العديد من المناسبات أنه سيتم التكفل بجميع الحالات المكتشفة لسرطان الثدي من حيث المتابعة والعلاج الطبي من طرف مراكز مختصة سيتم استحداثها، مشيرا الى تسخير ووضع جميع الموارد البشرية واللوجيستيكية في الميدان لضمان تكفل أحسن بالنساء المصابات بهذا الداء الذي لم يعد يشكل خطرا مع تطور الطب الحديث. واعتبر أن الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي خاصة بالنسبة للنساء أكثر من 40 عاما أصبح أكثر من ضرورة وحتى إلزامية، وأن علاج الحالات المكتشفة يشكل استمرارية منطقية للبرنامج الوطني لمكافحة هذا المرض، حيث يندرج إنشاء هذه المراكز العلاجية الجديدة ضمن سياسة تم رسمها من طرف قطاع الضمان الاجتماعي. وبدورها دقت جمعية نور الضحى لمكافحة داء السرطان ناقوس الخطر وأشارت بمناسبة إحياء شهر سرطان الثدي العام الماضي إلى أن نشاطها بولايتي غرداية وتمنراست كشف عن عدة حالات تخص داء سرطان الثدي، كانت نساء المنطقة يجهلن إصابتهن به بسب الأمية المنتشرة - حسبها - في تلك الولايات وضواحيها، كمتليلي وبرج باجي مختار وغيرها. وقد كثفت العديد من الهيئات المتخصصة وكذا الجمعيات الناشطة في الميدان حملاتها التحسيسية والتوعوية طيلة أيام السنة، وفي كل ربوع الوطن من أجل التعريف بهذا المرض الذي تجهله الكثير من النساء خاصة في المدن الداخلية والمناطق النائية، ويعد الفحص المبكر أو الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي الحل الأمثل للعلاج، ويبقى غلاء الأدوية الإشكال الذي يشغل بال المرضى والأطباء على السواء، ولذا تبرز أهمية الوقاية. وكما أشرنا سابقا فإن سرطان الثدي هو الأكثر انتشارا في الجزائر حيث تتراوح الإصابات بين 4 و7 آلاف حالة جديدة سنويا، ويليه سرطان الرئة عند الرجال الذي يمثل من 3 إلى 4 آلاف حالة عبر التراب الوطني، ثم يأتي بعده سرطان القولون الذي تتراوح الإصابة به بين 2500 و3000 حالة سنويا، أما سرطان المثانة فيحل في آخر السلم بما بين 1800 و2000 إصابة، يليه سرطان البروستاتا بنسبة 1200 إلى 2000 إصابة جديدة كل سنة بالجزائر. ومن بين المصابين بمرض السرطان بمختلف أنواعه نجد من 1000 إلى 1500 طفل، أي أن نسبة الإصابة بمرض السرطان لدى الأطفال تعادل 5 من النسبة الإجمالية للمصابين بالمرض، وتفيد المعطيات الطبية بأن 10 من إصابات مرض السرطان في الجزائر تعود لأسباب وراثية، بينما تعود البقية إلى التدخين والهرم والتغذية وظروف المعيشة. ويشير الأطباء إلى أن 80 من حالات المرض بالسرطان هي حالات متقدمة ميئوس منها، ولا يمكن بالتالي علاجها، في حين أن اكتشاف المرض مبكرا في المراحل الأولى والثانية يمنح فرصة حياة للمريض من 5 إلى 10 سنوات.