تختار بعض العائلات في العطلة الأسبوعية التوجه إلى بعض المراكز التجارية الراقية التي غطت العجز والسكون لعاصمة البلاد، وأضحت تلك الفضاءات المتنفس الوحيد للعائلات، فهي من ناحية تقصدها بغرض التبضع واقتناء بعض المستلزمات اليومية، ومن ناحية أخرى تستمتع بالجلوس في بعض الصالونات الملحقة بتلك المراكز التجارية الراقية في ظل غياب البديل، لاسيما مع الوحشة والسكون اللذان يميزان وسط العاصمة ليلا مما دفع البعض إلى استبدالها بنواحي أخرى تبعدها بمسافات متفاوتة للاستمتاع بالتجوال ليلا وتمضية أمسيات رائعة قصد الخروج من الروتين ونسيان تعب أسبوع كامل من العمل. هناك من الجزائريين من أدمنوا التبضع وأضحى هواية تكاد تكون يومية وكان مقصد البعض المراكز التجارية الراقية، ومن ثمة ضرب عصفورين بحجر واحد خاصة وان بعض المراكز التجارية تتوفر على أماكن للهو والتسلية على غرار المطاعم وصالونات الشاي، بحيث تعرف تلك المراكز اقبالا من طرف العائلات لاسيما في نهاية الأسبوع وباتت هي مقصدهم الوحيد بعد جمود وسط العاصمة، واختاروا التنقل إلى مسافات تبعد عن وسط العاصمة للحصول على أجواء ممتعة وتمضية وقت رائع مع العائلة من خلال التبضع وحتى الجلوس بالمطاعم الملحقة بتلك المراكز التجارية التي تعرف نشاط وحيوية منقطعين النظير بحيث تجاوبت معها اغلب العائلات وبصمت على التردد عليها من وقت لآخر. كانت لنا الفرصة من اجل الاقتراب إلى المركز التجاري بباب الزوار الذي أضحى قبلة المواطنين خلال العطلة الأسبوعية بغية الاستمتاع بالوقت والقضاء على الروتين اليومي خاصة وان التراموي الذي تمتد ساعات عمله إلى فترات متأخرة يضمن تنقلات المواطنين و استقبال المركز للزبائن من كل حدب وصوب ولم يجدوا أي إشكال لربط زيارات إلى هناك. اقتربنا من بعضهم في أواخر الأسبوع الماضي فوجدنا أن الكثير منهم تنقلوا من وسط العاصمة وفروا إلى هناك خاصة مع السكون والجمود اللذان يخيمان على العاصمة في الفترة الليلية حتى أنها تنام بعد السابعة مساءا بما لا يتوافق مع رغبة العائلات في التجوال والاستمتاع قليلا خلال العطلة الأسبوعية. ما أعرب عنه اغلب المواطنين الذين التقيناهم بمركز التجارة والتسلية بباب الزوار الذي يمتد عمله إلى ساعات متأخرة من الليل بحيث قال احد المواطنين أن وجهته دوما تكون نحو المراكز التجارية التي تعرف حيوية في الفترات الليلية بما يناسب خروج العائلات للتنزه وقضاء سويعات مع الأبناء في أيام العطلة خاصة وان تلك المراكز تضمن امن وسلامة المتنقلين على خلاف ما نراه عبر الشوارع التي يميزها السكون والظلام وكثرة الاعتداءات من طرف اللصوص مما يرعب المتنقلين ليلا. نفس ما عبرت به سيدة أخرى التي كانت مع أبنائها تتناول العشاء بإحدى المطاعم هناك بحيث قالت أن تلك المراكز التجارية التي تقدم خدمات راقية وتوفر الأمن للمتنقلين كانت بديلا عن اصطدام المواطنين بالنوم المبكر لوسط العاصمة وكذا اصطدامهم بمحلاتها الموصدة دوما مما يفوت فرصة التجوال واستبدال روتين العمل عن البعض، ولولا تلك المراكز التي تمدد فترة عملها لملّ الكل من الروتين اليومي خاصة وان التجوال في الفترة الليلية له ميزة خاصة تختلف كثيرا عنه في الفترة المسائية.