وزراة الخارجية تصف مقال "الشروق" بالكاذب الجزائر تنفي التوسط بين أطراف الأزمة السورية فندت وزارة الشؤون الخارجية أمس الجمعة (بصفة قطعية) الخبر بخصوص إمكانية قيام الجزائر (بوساطة) بين أطراف النزاع في سوريا، واصفة مقال صحيفة (الشروق اليومي) بالكاذب، وهو المقال الذي تداولت مضمونه وسائل إعلام أجنبية عديدة. وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية السيد عمار بلاني في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أنه (إثر الخبر الزائف الذي أوردته يومية وطنية ناطقة باللغة العربية بخصوص إمكانية قيام الجزائر بوساطة بين أطراف النزاع في سوريا أفند بصفة قاطعة هذه المعلومة التي لا أساس لها من الصحة). وأوضح نفس المسؤول أنه (لم يحل أي وفد بالجزائر وفكرة الوساطة لا توجد سوى في ذهن صاحب هذا المقال الكاذب). وكانت يومية الشروق قد كتبت في عددها الصادر يوم الخميس أن وفدا سورياً رفيع المستوى يزور الجزائر حالياً بصورة غير معلنة، لبحث وساطة محتملة قد تقودها الجزائر بين نظام الأسد والمعارضة المسلحة. ونقلت الصحيفة المذكورة نقلا عن (مصدرها) قوله إن مسؤولين جزائريين استقبلوا بعيدا عن الأضواء، مسؤولا كبيرا في حزب البعث السوري ووفداً أمنياً مرافقاً له عبر رحلة خاصة لطائرة روسية قادمة من مطار باريس، انطلاقاً من العاصمة الروسية، موسكو، قبل أن تحط بالمطار الدولي هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية. وضم الوفد السوري، حسب (الشروق) 5 من القياديين في النظام السوري، كما شمل كلاً من مدير الأمن الداخلي برتبة فريق، ونائب محافظة حلب التي تشهد أشد المعارك بين القوات النظامية وقوات المعارضة. وكان في استقبال الوفد، حسب ذات المصدر، الأمين العام للداخلية، عبد القادر واعلي، وممثل عن وزارة الخارجية وعدد من الضباط الجزائريين. وقال المصدر إن الحديث يجري الآن حول اعتزام السلطات الجزائرية لأن تكون وسيطاً بين نظام الأسد والمعارضة لوقف الحرب. وكان وزير الخارجية مراد مدلسي قد أعلن أن بلاده تقف على مسافة واحدة من أطراف الصراع في سورية قائلاً: (ليس لدينا مشكلة لا مع المعارضة السورية ولا مع الحكومة السورية بل لدينا إرادة أخوية لجمع الشمل). وشدد الوزير على أن (الحل الوحيد للخروج من الأزمة السورية هو الحوار) رافضا التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا. وأكد مدلسي استعداد الجزائر التعامل مع أي نظام حكم جديد يأتي في حال سقوط نظام الأسد، قائلا (قاعدتنا التعامل مع الدول وعندما يكون لدى الشعوب رغبة في تغيير نظامها فنحن نتكلم مع النظام الجديد إذا كان هناك نظام جديد). ودعا مدلسي السوريين إلى أن (يأخذوا على عاتقهم بصفة كلية أمورهم الداخلية حتى لا تعرف سوريا ما عرفته دول أخرى قد يؤدي ذلك إلى مشاكل أخطر). وقلل وزير الخارجية الجزائري من حظوظ نجاح مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وقال: (لا نعتقد أنها ستحظى بفرص للنجاح مع أننا نتمنى لها كل النجاح، لكننا وهو (الابراهيمي) في المقام الأول ندرك تماما مدى تعقيد المهمة).