وزارة التجارة "توعّدتهم" باللّجوء إلى المخابز الصناعية الخبّازون يهدّدون بإضراب مفتوح هدّدت اللّجنة الوطنية للخبّازين الجزائريين بالتصعيد والدخول في إضراب مفتوح في حال عدم استجابة الوصية لها، حيث قامت أغلب المخابز بالجزائر العاصمة أمس الثلاثاء بإضراب وطني ليوم واحد استجابة لدعوات اللّجنة الوطنية للخبّازين مع ضمان الحدّ الأدنى من الخدمات، على الرغم من تهديدات وزارة التجارة التي (توعّدتهم) بإطلاق مخابز صناعية في حال استمرار احتجاجاتهم للمطالبة برفع سعر الخبز أو القيام بالإضراب، مؤكّدة بذلك رفضها لمقترحات الخبّازين في الظرف الحالي. كشف مصدر مسؤول من اللّجنة الوطنية للخبّازين الجزائريين المنضوية تحت لواء الجناح الثاني للاتحاد العام للتجّار والحرفيين الجزائريين أن وزارة التجارة هدّدتهم بإعادة فتح المخابز الصناعية كردّ فعل منها على التهديدات التي أطلقها الخبّازون على هامش لقائهم الوطني الأخير بالعاصمة بالدخول في إضراب وطني ليوم واحد في حال عدم استجابة الوزارة الوصية لطلباتهم، حيث أنهم قاموا بالإضراب معتبرين إيّاه رسالة منهم للحكومة من أجل الاستجابة لمطالبهم. والجدير بالذكر أن الجهات الوصية لم تردّ لحدّ الآن على مطالب الخبّازين بشأن مقترحاتهم التي قدّموها حول مشروع إعادة النّظر في سعر الخبز، وهذا ما يؤشّر على أن أزمة الخبّازين مرشّحة للتصعيد في الأيّام المقبلة، سيّما بقيامهم بالإضراب الوطني ليوم أمس. حسب ما أوردته مصادر مطّلعة ل (أخبار اليوم) فإن المخابز الصناعية التي هدّدت الوصاية بإعادة بعثها من جديد لمنافسة الخبّازين التقليديين وقطع الطريق أمام مطالبهم الشرعية لن تمنعهم من تجسيد فكرة الإضراب، وأن الخبّازين تحدّوا وزارة التجارة بقيامهم بهذا الإضراب. وفي نفس الموضوع تلقّى بعض أعضاء اللّجنة الوطنية للخبّازين الجزائريين تهديدات وزارة التجارة بخصوص المخابز الصناعية بنوع من السخرية في الأسابيع الماضية على أساس أن تجربة هذه المخابز الصناعية فشلت في وقت سابق بسبب النّوعية الرديئة جدّا للخبز الصناعي، ما أدّى إلى غلق المخبزتين اللتين تمّ افتتاحهما في السنوات الماضية (للخبز الصناعي) على مستوى بلديتي قورصو ببومرداس والشرافة بالعاصمة. في هذا الإطار، أكّد الحاج الطاهر بولنوار النّاطق الرّسمي للاتحاد أن هؤلاء الحرفيين يطالبون (الحكومة بالإسراع في إيجاد حلّ لانشغالاتهم المتعلّقة أساسا بضمان هامش ربح للخبّازين في حدود ال 20 في المائة عن طريق خفض سعر مادة الفرينة -المادة الأساسية في صناعة الخبز- من 2000 دينار جزائري للقنطار المطبّق حاليا إلى 1500 دينار جزائري أو رفع سعر الخبزة الواحدة الى 12 دينارا جزائريا). ومن جهة أخرى، أكّد بعض الخبّازين الذين استجابوا لدعوات اللّجنة الوطنية للخبّازين أنهم التزموا بالحدّ الأدنى من الخدمة، حيث تمّ توزيع الخبز في وقت مبكّر من صباح أمس، كما تمّ توزيع الخبز على المحلاّت والجهات المتعاقدة مع المخابز كمطاعم الجامعات والمستشفيات والمدارس والثكنات بحسب مصادرنا. بينما قدّرت اللّجنة الوطنية للخبّازين نسبة الاستجابة لهذا الإضراب على المستوى الوطني ب 80 بالمائة، إذ بلغت في العاصمة حوالي 70 بالمائة و90 بالمائة في كلّ من وهران وبشار وعنابة والطارف وقسنطينة و80 بالمائة في تيزي وزو. وقد أدّت ندرة الخبز إلى تذمّر المواطنين الذين تباينت آراءهم حول علمهم بهذا الإضراب، مطالبين الخبّازين بعدم الغشّ في الوزن المحدّد قانونيا ب 250 غرام للخبزة، حسب مصادر مطّلعة لوكالة الأنباء الجزائرية. من جهته، اعتبر يوسف فلفاط رئيس الاتحادية الوطنية للخبّازين المنضوي تحت جناح الآخر للاتحاد العام للتجّار والحرفيين الجزائريين برئاسة أمينه العام صالح صويلح أن لجوء الخبّازين إلى تنظيم إضراب وطني قصد تحقيق مطالبهم يعدّ (حقا مشروعا) لكن ليس قبل الكشف عن القرارات التي ستتّخذها الحكومة بناء على النتائج التي ستسفر عنها اللّجنة المكلّفة بتقييم السعر الحقيقي للخبزة الواحدة. يذكر أن سعر الخبز المدعّم من طرف الدولة والمحدّد ب 7.5 دينار جزائري بالنّسبة للخبز العادي و8.5 دينار جزائري للخبز المحسّن لم يتغيّر منذ 1996، إلاّ أن سعر هذه الأخيرة يباع ب 10 دنانير في معظم مخابز ولايات الوطن دون أدنى رقابة. فيديرالية حماية المستهلك تطالب بالإبقاء على السعر الحالي للخبز طالبت الفيديرالية الجزائرية للمستهلكين أمس الثلاثاء بالإبقاء على السعر الحالي للخبز المحدّد قانونا ب 8.5 دينار جزائري حفاظا على القدرة الشرائية للمواطن. كما اقترحت الفيديرالية في بيان لها تخفيف الأعباء الضريبية وشبه الضريبية وإلغاء الرّسم على القيمة المضافة لكلّ المواد التي تدخل في صناعة الخبز لضمان ربحية المهنة، شرط التزام الخبّازين بإيفاء الوزن والحرص على الجودة والوفرة، ومن جهة أخرى دعت الخبّازين الذين نظّموا أمس إضرابا إلى تغليب لغة الحوار وعدم (استغلال المستهلكين كرهائن)، لا سيّما وأن وزارة التجارة شكّلت لجنة من أجل إيجاد حلول لانشغالات الخبّازين. ومن جانب آخر، دعت كذلك الجمعية المواطن إلى ترشيد استهلاك الخبز، لا سيّما وأن حوالي 20 المائة منه يرمى. وحسب معطيات الاتحادية الوطنية للخبّازين فإنه يتمّ استهلاك ما يقارب 72 مليون خبزة يوميا تصنعها ما يقارب ال 21 ألف مخبزة موزّعة على التراب الوطني.