تهدد صحة المستهلكين توابل مغشوشة تروج على مستوى الأسواق تحولت التوابل في الآونة الأخيرة إلى المصدر الأول لحمل الكثير من الأمراض لاسيما مع الظروف التي تعرض بها على مستوى الأسواق والغش الحاصل من طرف بعض التجار الذين يذهبون إلى تعكيرها ببعض الإضافات على غرار الملونات الصناعية من دون أن ننسى الأحجار التي تملأها، حتى منهم من يذهب إلى خلطها بالأتربة للزيادة في الوزن دون أدنى ضمير لما سوف تسببه من مخاطر على الصحة العامة. وصار الكل يتخوف من تلك المواد ويلتزم بالكثير من الحيطة والحذر قبل جلبها من الأسواق، بحيث أن هناك من التجار من يقومون بمزجها بمواد تهدد صحة المستهلكين بعيدا عن أعين الرقابة، كما جعل الغش الذي تغرق فيه تجارة التوابل 50 بالمائة من تجارها يصنعونها بطريقة تخالف المعايير المتعارف عليها، بحيث أن الفلفل الأحمر حسب مصادر مطلعة يتم طحنه بآلات تستعمل لطحن الأعلاف قبل أن يخلط بالزيت بمقدار يتعدى ما يسمح به القانون، كما يلجأ البعض إلى مزجه بالدقيق من أجل الزيادة في وزنه من دون أن ننسى إضافة ملونات حمراء حتى يغلب اللون الأحمر على لون الدقيق المائل إلى الاصفرار، ولا يتوقف الغش عند الصناعيين أو تجار الجملة بل ينتقل إلى تجار التجزئة بحيث عادة ما يتم مزج الفلفل الأسود أو (فلفل لكحل) بالإسمنت، كما يلجأ البعض إلى إضافة مادة الفلين إلى القرفة قبل سحقها، ويقول أحد المختصين بأن الأسواق تغرق بأنواع عديدة تسبب أمراضا خطيرة على غرار مرض الحصيات الذي يصيب الإنسان، ويجب على المواطن أن يحتاط قبل وقوع الكارثة، ومس الغش الحاصل تركيبة التوابل والبهارات في السنوات الأخيرة بوتيرة كبيرة، كما سبق لعدد من المواطنين أن تفطنوا واكتشفوا حالات غش طالت البهارات والتوابل، إلا أن الظاهرة لازالت مستمرة في الأسواق، والكارثة أن كل من تقترب إليه على مستوى السوق يضمن في بضاعته وعقاقيره، ويقول إن منبعها أصلي وهي توابل جزائرية أصيلة نبعت من صحرائنا الشاسعة على غرار ولايات غرداية وبسكرة وواد سوف وعاصمة الغرب وهران، وهي الولايات التي تعرف بأجود العقاقير، وينفي أغلب التجار سلوكهم تلك المسالك التي تغش المستهلك، في حين يؤكد المستهلكون تلك الأفعال. تحدثنا إلى تاجر بسوق المدنية بالعاصمة فقال إن من يسلك ذلك النهج يضر نفسه قبل الإضرار بالآخرين، فهو في الأول يغش والغش صفة مذمومة في ديننا، ومن جهة ثانية يعرض صحة المستهلكين إلى الخطر، وقال إنه شخصيا يناهض تلك السلوكات ويعمل دوما على جلب بهارات تنال رضى الزبون. اقتربنا من بعض الزبائن فأكدوا اصطدامهم في كم مرة بأنواع من البهارات التي تم خلطها ببعض الإضافات والمواد مجهولة المصدر والتي لها تأثير كبير على الصحة، ما بينته السيدة زينب التي قالت إنها لا تثق بالتجار في ذلك الجانب خاصة وأنها اصطدمت في كم من مرة ببهارات مغشوشة مخلوطة بمواد متنوعة منها الملونات الصناعية، وذلك ما يسهل عليهم بالنسبة للتوابل الملونة على غرار الفلفل الأحمر الذي يخلط بالملون الأحمر والزعفران الذي يخلط بالملون الأصفر، وراح البعض إلى خلط بعض أنواع التوابل بالإسمنت كالفلفل الأسود من أجل الكسب والحصول على وزن إضافي وبيع المرض للناس. ويحصل ذلك في غياب الرقابة كون أن ذلك القطاع لا يحظى بالاهتمام البالغ على الرغم من اأنه قطاع حيوي بالنظر إلى الإقبال الكبير على مختلف التوابل التي تعد أساس الطبخ الجزائري وصارت تطاردها العديد من الشبهات كما تحولت إلى مصدر خطر حقيقي يهدد صحة المستهلكين.