تحت شعار "المفكّر الموسوعي" بافولولو يبعث مولود قاسم في ملتقى وطني ناجح نظّم المركز الثقافي الإسلامي الذي يديره عمر بافولولو، الملتقى الوطني الأوّل لأعلام الجزائر بعنوان: (مولود قاسم نايت بلقاسم.. المفكّر الجزائري الموسوعي)، وذلك يومي الأحد والاثنين بدار الإمام (سيدي عبد الرحمن الثعالبي) بالمحمّدية تحت الرعاية السامية لوزير الشؤون الدينية والأوقاف بمناسبة الذكرى الخمسين لاستعادة السيادة الوطنية وبمناسبة مرور أربعين سنة على تأسيس المركز الثقافي الإسلامي وعشرين سنة من وفاة مؤسسه المرحوم مولود قاسم نايت بلقاسم. دار الملتقى حول أربعة محاور، الأوّل الحياة الشخصية والعائلية لمولود قاسم نايت بلقاسم وأثاره العلمية، والثاني: مولود قاسم نايت بلقاسم اللّغوي البارع، أمّا المحور الثالث فكان: مولود قاسم المفكّر ورجل التاريخ، والرّابع: مولود قاسم رجل التعليم والإصلاح، تناولها بالدراسة والبحث كوكبة من الباحثين كالدكتور موسى إسماعيل والدكتور نور الإسلام بشاري والدكتورة سامية فطوش، كلّهم من جامعة الجزائر، والدكتور بلعدل الطيّب من جامعة الجلفة والأستاذ سعيد معول مدير التكوين وتحسين المستوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف والشيخ مأمون القاسمي عضو المجلس الإسلامي الأعلى وشيخ زاوية الهامل ببوسعادة وغيرهم. وأبرز المفكّرون والباحثون في هذا الملتقى الوطني مآثر ومناقب ومواقف ووقفات المفكّر الجزائري مولود قاسم نايت بلقاسم في جوانب كثيرة من حياة هذه الشخصية وإسهاماتها في إثراء المكتبة الجزائرية في المجالات الدينية والفكرية واللّغوية وصناعة المشهد جزائر الاستقلال، وقد كان سببا رئيسيا في ميلاد الإلياذة الوطنية. حيث أرّخ نزيل بربروس وصاحب نشيد قسما في إلياذته للجزائر المتغلغلة في أعماق ذاكرة الوطن من التغنّي بجمال الوطن والإشادة ببطولات شعبية ومعالم البطولة شبرا شبرا، إلى تحديد أصناف الأعداء الرّوماني والفرنسي. في هذا الإطار نوّه الشيخ محمد الشريف قاهر بشخصية مولود قاسم نايت بلقاسم، مؤكّدا أنه (عمل بتفان من أجل وطنه)، وقد دعا إلى إدراج مآثر هذا العالم ضمن البرامج التعليمية في الجزائر حتى تكون (مثالا للأجيال الصاعدة)، وأن المرحوم كان مدرسة في الوسطية والاعتدال (معتدلا لا يعرف التعصّب ولا التنكّر لأمازيغيته، كما كان محبّا للّغة العربية). وأكّد أيضا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ بوعمران أن مولود قاسم كان بحرا في الثقافة، كثير الاطّلاع على جديد الكتب، أوتي ذكاء حادّا وقوة في الذاكرة علاوة على إتقانه للعديد من اللّغات، منوّها بضرورة التعريف أكثر بهذه الشخصية وبإسهاماتها في إثراء الثقافة والفكر الجزائري للشبيبة والأجيال. وأشار بدوره رئيس (مؤسسة مولود قاسم نايت بلقاسم) محمد الصغير بلعلام إلى أن الرجل جمع من خلال نشاطه وسلوكه وفكره بين (الحركة الوطنية والإصلاحية)، مبرزا (ارتباطه وحبّه الشديد للجزائر)، مسترجعا بعضا من ذكرياته مع المرحوم التي امتدّت سنوات عديدة من خلال (الثورة) التي أحدثها في وزارة التعليم الأصلي والشؤون الدينية في (الأساليب والأهداف) من خلال ملتقيات الفكر الإسلامي ومجلّة (الأصالة). في هذه الأجواء التاريخية حضر الشعر الأمازيغي والشعبي وشيء من الحرّ والكلمة الأدبية، فرتلت الأديبة الصغيرة الطالبة إيمان عمر يوسف بابا إسماعيل بالمناسبة من عبق الكلام قصيدة رائعة جاءت مفعمة بروح التواصل والوطنية وهي التي لم ترمق عينها يوما الوزير مولود ولا الثوري قاسم، أهدت كلماتها وشعرها الظريف لروح المحتفى به وللنّاشئة وللمدير الجديد للمركز صاحب المبادرات الجميلة دون أن تنسى شكر الوزارة الممثّلة في شخص الدكتور غلام اللّه، وقالت الصغيرة أشياءها وما بقي عالقا في ذاكرتها وقد جاءت لتعانق (عمّو مولود) المفكّر الموسوعي وهي التي تدرس في المتوسطة. وأمّا كلمة المدير العام للمركز الثقافي الإسلامي الأستاذ عمر إبراهيم بافولولو فقد كانت وفاء ل (مولود قاسم) ذلكم الطود الأشمّ الذي حاكى الونشريس شموخا (وهو الذي رسخ وصنع جزائرنا في بداياتها الحضارية ومنه تعلّمنا أبجديات حبّ وطن من حجم الجزائر) هذا بعض ما جاء في كلمة الدكتور بافولولو. وقد أسفر الملتقى عن التوصيات الآتية: تشجيع البحوث الجامعية (مذكّرات تخرّج، رسائل، أطروحات، مخابر البحث...) لنشر تراث مولود قاسم والتعريف به. إطلاق اسم مولود قاسم على جامعة من جامعات الوطن. تخصيص جائزة دولية أو وطنية في الفكر الإسلامي تحمل اسم: (جائزة مولود قاسم نايت بلقاسم). مواصلة تسجيل شهادات رفقاء المرحوم مولود قاسم. تقريب فكر مولود قاسم إلى النّاشئة من خلال البرامج التربوية والأيّام الدراسية ووسائل الإعلام المختلفة. تنسيق جهود المهتمّين باللّغة العربية لإتمام مسيرة مولود قاسم في مجال التعريب. نشر تراث مولود قاسم ورقيا وإلكترونيا.