إنني بصدد بناء مسجد لله سبحانه وتعالى وأنوي أن يكون المسجد عني وعن أمي وأبي وبقية أهلي المتوفين، هل ينقص من أجري حالة إشراك بعضهم في ثواب بناء هذا المسجد؟ - نسأل الله العلي القدير أن يتقبل منك هذا العمل الصالح، ولئن كانت قضية تقاسم الأجر حسب نية المتصدق أمرا منطقيا قال به بعض العلماء، إلا أن سعة فضل الله وكرمه تجعلنا نأخذ بقول من قال إن إهداء ثواب المسجد لوالديك لا ينقص من أجرك شيئا، قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه روضة الطالبين: (وأما الدعاء للميت، والصدقة عنه، فينفعانه بلا خلاف وسواء في الدعاء والصدقة، الوارث والأجنبي، قال الإمام الشافعي رحمه الله: وفي وسع الله تعالى أن يثيب المتصدق أيضا، قال الأصحاب: فيستحب أن ينوي المتصدق الصدقة عن أبويه، فإن الله تعالى ينيلهما الثواب، ولا ينقص من أجره شيئا). ويرى بعض الفقهاء أن المتصدق لو أعطى أجر صدقته لجميع المؤمنين فإن ذلك لا ينقص من أجره شيئا، قال العلامة ابن عادين الحنفي رحمه الله في حاشية رد المحتار: (الأفضل لمن يتصدق نفلا أن ينوي لجميع المؤمنين والمؤمنات لأنها تصل إليهم ولا ينقص من أجره شيئاً). ولا شك أن إنفاق المال في بناء المساجد يعد من أعظم القربات، فهو نوع من أنواع الصدقة الجارية، فكل عمل صالح يعمل في هذا المسجد سيُكتب لكم أجره دون أن ينقص ذلك من أجور رواد المسجد، والفتاوى المرفقة فيها المزيد، والله أعلم. بناء المساجد والصدقة الجارية أريد أن أتبرع ببعض المال للوقف الخيري فهل يعتبر لي صدقة جارية؟ أرجو إجابتي لأنني أريد أن أضع مالاً في أكثر من موضع؟ - إن إنفاق المال في المساهمة في بناء المساجد يعد من أعظم القربات، وهو من الصدقة الجارية، وقد روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". وروى ابن ماجة بسند رجاله ثقات عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته"، وعن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من بنى مسجدا -قال بكير: حسبتُ أنه قال: يبتغي به وجه الله- بنى الله له مثله في الجنة» رواه البخاري ومسلم. والحمد لله أبواب الخيرة كثيرة ومنها بناء المساجد أو صيانتها أو القيام على خدمتها كل هذا يندرج في عموم الصدقة الجارية. وجزاكم الله خيرا على جهودكم الطيبة وأحس الله إليكم وزاد في حسناتكم وجعلها الله ذخرا لكم يوم القيامة آمين، والله أعلم.