أخصائي نفسي: رهبة الامتحان تؤثر سلبا حتى على الطلبة المتفوقين تختلف مشاعر الإنسان سلباً أو إيجاباً تجاه مناحي الحياة المختلفة، بحسب الحالة الذهنية، وذلك يؤثر تأثيراً مباشراً في التفكير والسلوك، وتعتبر فترة ما قبل الاختبارات وأثناءها فترة عصيبة، تُرى ما مشاعر الطلاب والطالبات في فترات المراجعة والاستذكار وفترة الأداء للاختبارات، لماذا يشعرون بالتوتر والقلق يتسلل إلى نفوسهم، هل هذا الشعور يعد طبيعياً أم هو نتيجة إغفال وإهمال للتحصيل العلمي للمواد الدراسية؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يمتد الشعور بهذه المشاعر إلى الطلاب المتفوقين ونشاهد ذلك جلياً في بعض قاعات الاختبارات مما يعيق أداءهم، ما الأسباب وكيف الخلاص منها؟ وكيف نساعد الطلاب على اجتياز تلك الفترة بسلام؟ للإجابة عن هذه التساؤلات يقول الدكتور عبد العزيز بن محمد الحسيني أن هناك عددا غير قليل من الطلاب والطالبات ينتابهم عادة إحساس بالتوتر المصحوب بمشاعر الخوف من الامتحانات، وهذا ما يطلق عليه المتخصصون بالتربية وعلم النفس اسم (قلق الامتحان) وهذا النوع من القلق يعد من أهم المعوقات التي تؤثر سلبا سواء كان في فترة الاستذكار التي تسبق الامتحان أو خلال الجلوس للامتحان، مما يترتب على ذلك انخفاض في أداء الطالب في الامتحان وتختلف درجة ضعف الأداء باختلاف مستوى حالة القلق لدى الطالب، فيمكن القول كلما زادت حالة القلق لدى الطالب زاد احتمال تردي مستوى أداء الطالب في الامتحان (أي حصوله على علامة ضعيفة). ولكن يجب هنا أن نأخذ في الاعتبار أن القلق كحالة انفعالية ليست بمجملها حالة ضارة، حيث إن وجود مستوى صحي من القلق لدى الطالب هو أمر ضروري لتحفيزه وشحذ همته ورغبته في المذاكرة وبذل المجهود للتهيؤ بشكلٍ مناسب للاختبار وبالتالي الحصول على أعلى الدرجات. وأكد نفس المتحدث حول موضوع الخوف والقلق حتى عند الطالب المتفوق دراسياً بقوله يتمثل قلق الامتحان (أو رهبة الامتحان في اللغة الدارجة) في حالة انفعالية يستثيرها موقف الامتحان، وتبرز كنتيجة، لإدراك الفرد لأي إجراء يهدف إلى تقويم أدائه أو سلوكه على أنه موقف مهدد للشخصية، وهذه الإدراكات تقود بدورها إلى استثارة مشاعر ضعف الثقة بالنفس وانخفاض الروح المعنوية إلى جانب التوتر المصحوب بضعف (مؤقت) في أداء بعض الوظائف الذهنية.