حذّر اختصاصيون اجتماعيون من اللجوء للعقاب اللفظي والبدني كوسيلة لتعديل سلوك العناد عند الطفل، حيث يجب التوصل لصيغة تفاهم من خلال الحوار وتقريب وجهات النظر وتبرير الأوامر، وإقناع الطفل بأن طاعته تعود علية بالنفع، أما عندما يستمر الطفل في عناده فحينها يجب جعله يتحمل نتائج أخطائه، ومنها حرمانه من أمور معنوية أو مادية تجعله يدرك أن المعاندة غير المبررة تضر لا تنفع. ويوضح اختصاصي علم الاجتماع منير المعيلي أن العناد يعدّ سلوكاً طبيعياً يظهر خلال المراحل الأولى من عمر الطفل، ولكن هناك أسباباً تنمي ذلك السلوك بشكل سلبي، أبرزها تقييد حرية الطفل وحركته، وإهماله، وتقليص مساحة الحوار معه، وإفراط الأهل في إصدار الأوامر، والتعارض المستمر بين رغبات الكبار والطفل، مما يدفعه للتمرد، كذلك عدم تلبية حاجات الطفل الأساسية يدفعه للغضب والتحدي، ويتعمد الطفل اختبار والديه برفض طلبهما ليقيس قدرته على مجابهتهما، وعندما ينجح يتمادى، وغالباً ما يلجأ للعناد لتحقيق استقلاليته عندما يكون الوالدان مستبدين، مشيراً إلى أن ضرب الطفل العنيد غير مجدٍ نهائياً. وتوجه الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح للأم عدة خطوات مهمة لتخليص الطفل من العناد، وهي تقليل عدد الأوامر الموجهة له، لأن كثرتها تدفعه لتجاهلها، وإعطاء سبب وجيه مشجع للطاعة، والصبر والدبلوماسية في التعامل مع الطفل العنيد لتوجيه تفكيره، وكذلك الاعتراف برغبات الطفل الضرورية والإيجابية حتى لا يشعر بالحرمان ويضطر للعناد، والاستماع له، وتجنب أسلوب الضرب، واستخدام أساليب أخرى كالحرمان من اللعب أو المصروف أو الخروج، إضافة إلى أن لا نردد أمامه وصفه بأنه عنيد أو غير مطيع حتى لا يعتاد الصفة، وحين يكون الطفل مطيعاً يجب تشجيعه ومكافأته.