العناد من المشكلات الزوجية الخطيرة التي قد تقابل الرجل بعد الزواج وتهدد صفو الحياة الزوجية وتعجل بنهايتها، حيث يفاجأ بتبدل حال المرأة الودودة والمطيعة في فترة الخطوبة إلى زوجة عنيدة تسير في اتجاه مخالف تعانده في كل شيء، لمجرد العناد فقط، دون أن تدرك أن هذه الصفة من أكثر الصفات التي تدفع الرجل إلى طريق شائك قد ينتهي بما لا تشتهيه النفوس . وتحذر دراسة برازيلية حديثة الأزواج من خطر العناد والتصلب في مواقف العلاقة الزوجية، مضيفة أن المجادلات الساخنة التي تدور بين الزوج والزوجة، تؤدي في كثير من الأحيان إلى تمسك أحد الطرفين بموقف عنيد، قد يصل بالأمور إلى نقطة اللاعودة، وتكون نتيجة المحاورة عقيمة، ولا فائدة منها، بل وأكثر من ذلك، فقد تتعقد الأمور '' إذا ظل العناد سيد الموقف '' ويحدث الصدام الذي غالبًا ما يؤدي إلى الطلاق . ومن هنا يتساءل البعض، لماذا تلجأ بعض الزوجات إلى العناد مع أزواجهن، وكيف يتعامل الزوج مع عناد زوجته ؟ . السطور القادمة تجيب على هذه الأسئلة، حيث يؤكد أطباء نفسيون أن الزوجة تلجأ إلى العناد لأسباب عديدة وكثيرة، ومنها أن عناد الزوجة قد يكون طبعاً فيها يضرب بجذوره إلى مراحل حياتها الأولى، نتيجة تربية خاطئة في الطفولة . كما أن تسلط الزوج وعدم استشارته للزوجة في أمور المعيشة وتحقير رأيها أحياناً والاستهزاء به، يدفع الزوجة في طريق العناد، فهناك بعض الأزواج لديهم نظرة معينة للزوجة أنها ناقصة عقل ودين لذا لا يأخذ برأيها ولا يعمل بما تقول مهما كان . و أيضا الشعور بالنقص هذا الشعور الذي قد يكون لدى المرأة قبل الزواج نتيجة المعاملة الأسرية لها من قبل أهلها، والتي لم تتسم بالاحترام والتقدير وبعث الثقة في النفس، وقد تكون وليدة ظروف الزواج، فمعاملة الزوج لزوجته معاملة قاسية وعدم وضعها في مكان التقدير والاحترام، فهي إنسانة لها حاجات نفسية واجتماعية يجب أن تلبى، وقد يكون ذلك من أسباب الشعور بالنقص عند المرأة، فتلجأ لوسيلة العناد للتغلب على هذا الإحساس، وللشعور بالذات وبالأنا . وفي الأخير قد يكون عدم التكيف مع الزوج هو السبب، فالعناد يأتي نتيجة لعدم التكيف والشعور باختلاف الطباع وتقلبها وعدم تنازل الزوج عن مالا يعجب زوجته وتمسكه بعادات غير صحيحة، فيكون العناد صورة من صور التعبير عن رفض الزوجة سلوك زوجها جملة وتفصيلاً، أو تعبيراً عن عدم انسجامها معه في حياتهما الزوجية . ويؤكد الأطباء أن العناد قد يأتي أيضاً من قبل الزوجة تقليداً لسلوك أمها مع أبيها، فالمرأة التي نشأت وترعرعت في بيت تتحكم فيه الأم وتسيّر دفته، تحاول أن تحذو نفس الحذو في بيتها ومع زوجها، بل وربما تختار الزوج حين تختاره بحيث يكون ضعيف الشخصية، حتى يسهل لها ما تريد .