عاد تجار الأرصفة لبيع اللحوم البيضاء للديك الرومي إلى منطقة مقطع خيرة تحسبا لشهر رمضان المبارك، بحيث توافد المئات من المواطنين من أجل شراء اللحوم البيضاء، بأثمان معقولة وبكميات كبيرة، على حساب صحتهم.. تعرف منطقة مقطع خيرة، على أنها سوق مفتوح لبيع اللحوم البيضاء، بأسعار معقولة، بالنظر إلى أن التجار يذبحون الديك الرومي أمام الزبون مباشرة، بدون رقابة، فالمهم في مقطع خيرة هو السعر المنخفض.. ومقطع خيرة ليست منطقة لبيع اللحوم فقط، بل فيها كل أنواع الخضر التي تباع بطريقة فوضوية وعلى قارعة الطريق.. ورغم ذلك فإن المنطقة عرفت إقبالا ملحوظا خلال نهاية الأيام الأخيرة، فالكثير من العائلات، فضلت اقتناء اللحوم، من هذا السوق، فيقومون بالشراء بكميات كبيرة وتخزينها، واستعمالها طيلة الشهر.. فلقد خلق ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء، وإشاعات التهاب الأسعار خلال رمضان، حالة تخوف لدى العديد من العائلات، التي فضلت المجيئ إلى مقطع خيرة من أجل سد حاجتها.. وتقول إحدى الزائرات أن التهاب أسعار مختلف أنواع اللحوم قبل وخلال شهر رمضان المبارك هو السبب الرئيسي الذي دفع بها إلى التنقل إلى المنطقة فهي تفضل شراء ديك رومي بوزن يزيد عن 12 كيلوغراما لتقوم بتقسيمه وتجميده لاستعماله في عمليات تحضير مختلف أنواع الأطباق خلال الشهر الكريم ، وعن الأسعار تقول المتحدثة إنها ارتفعت عما كان متداولا خلال السنوات الفارطة، حيث كان سعر الكيلوغرام الواحد لا يزيد عن 180 دج بالنسبة للفخذ و280 دج بالنسبة للصدر لكن اليوم ارتفع سعر الفخذ إلى 280 دج والصدر إلى 350 دج، غير أنه رغم ارتفاع الأسعار تبقى معقولة عما هو متداول لدى بائعي اللحوم البيضاء. وعن مصدر الديك الرومي، أشار التاجر الذي كان يهم بتقسيم الديك لأحد الزبائن أنه يقوم هو بتربية الديك وهناك من التجار من يقتنيه من عند المربين الذين انتشروا في المنطقة، لكن بالمقابل يتم الاتفاق ما بين التجار على الأسعار التي لا تختلف كثيرا من طاولة إلى أخرى في الوقت الذي يتم فيه اقتراح نفس الخدمات، أما بخصوص بيع اللحوم الحمراء فهي تنحصر في الماعز والنعاج التي يتم ذبحها أمام الزبون الذي يختارها حية، وبعد عملية السلخ يتم الاتفاق على الأقسام والكمية المرجوة من طرف الزبون، وبالنسبة للسعر فقد بلغ الكيلوغرام الواحد 550 دج على أن يتم بيع الرأس والأحشاء على حدى. وحتى ولو لم يتم الكشف علنا عن إصابات بتسمم غذائي بسبب اقتناء مثل هذه المنتجات سريعة التلف على قارعة الطريق إلا أن دق ناقوس الخطر وإجبارية الاهتمام بهذا النوع من التجارة أصبح أكثر من ضرورة خاصة إذا علمنا أن ولاية تيبازة بادرت منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى فتح مذبح بلدي بالجهة التابعة لها ببلدية دواودة، وهو ما سمح بجمع تجار الأرصفة في مكان واحد يقصده المستهلك الجزائري وهو مطمئن من منطلق أنه يتم مراقبة المعروضات من طرف طبيب بيطري يوميا مع توفير كل شروط النظافة، في حين لم تتحرك سلطات ولاية الجزائر لتنظيم هذا السوق الذي يتوسع مع حلول عدة مناسبات منها شهر رمضان، علما أن التجار يتوقعون مزاولة نشاطهم بشكل عاديّ خلال هذا الشهر. وفي جانب آخر، فإن الكثير من العائلات، لجأت إلى الاستنجاد بأسواق الجملة، من أجل الهروب من نار الأسعار في أسواق التجزئة، فالعديد من المواطنين عزفوا عن أسواق التجزئة، خوفا من لهيب الأسعار، فالتحضير لرمضان، يجب أن يكون حسبهم من أسواق الجملة، فالمواطن البسيط لا يستطيع مواجهة بارونات أسواق التجزئة، الذين يلهبون الأسعار في كل شهر رمضان، على الرغم من كل تحذيرات وزارة التجارة..