يصور المسلسل الرمضاني (خيبر) لحظة تاريخية فارقة في فجر الإسلام، ويلقي الضوء على محاربة اليهود وعدائهم للدعوة الإسلامية وحياكة المؤامرات وتأليب أهالي يثرب المدينةالمنورة حاليا على رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه وبث الفتنة بين المهاجرين والأنصار والاعتداء الشخصي على رسولنا نفسه. أنتج المسلسل شركة أيكوميديا القطرية وأخرجه محمد عزيزية وكتبه يسري الجندي ووضع موسيقاه التصويرية وليد الهشيم. أما نجومه فكانوا من خمس دول عربية هي مصر والأردن والعراق وسوريا وقطر، ومن أبرزهم أيمن زيدان ومحمد القباني وجواد الشكرجي وعبير عيسى، وأحمد ماهر وسلافة معمار وسامح السريطي وجميل براهمة ومهيار خضور وقمر خلف وسناء شافع ووسام البريخي. وصوّر المسلسل في منطقة الكيمولاند على الطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية وهي بيئة مشابهة لطبيعة يثرب، حيث غابات النخيل والمياه، وبنيت ديكورات كاملة تكاد تكون حقيقية معتمدة على المواد الخام التي كانت مستعملة في تلك الفترة. ويجيب المسلسل عن سؤال لماذا حاربهم رسولنا الكريم وفتّت أحلافهم مع قريش، وأخرجهم من يثرب بالقوة ودمر حصونهم العديدة التي كانوا يتحصنون بها. ووفق ما قاله الفنان محمد القباني فإن العمل الرمضاني يبرز الجانب الإيجابي لدى بعض أحبار اليهود ممن كانوا يقرؤون في كتبهم عن مقدم النبي الجديد ويبشرون به. وفيما إذا كان المسلسل سيثير فتاوى شرعية أو معارضة دينية كما حصل مع مسلسل (عمر)، أوضح القباني أنه روعي عدم ظهور أي من الصحابة الذين قد يثيرون جدلا مثل الخلفاء الأربعة. وقال القباني إن دوره في مسلسل (خيبر) هو نعيم بن مسعود، وهو صحابي سمن بني غطفان أخفى إسلامه عن المشركين وقبيلته واليهود أيضا، ممّا أعطاه حرية التحرك ليكون عاملا مساعدا في كشف خطط وألاعيب المشركين واليهود ضد الرسول والدعوة الإسلامية. ووفق أحداث المسلسل -والحديث للقباني- فإن الصحابي نعيم بن مسعود كان أول من طبّق أو كان سببا في التنفيذ العملي للحديث النبوي الشريف (الحرب خدعة) رغم أنه كان معروفا في قبيلته ماجنا لعوبا. وحول الجديد في المسلسل، كشف القباني النقاب عن أن الكاتب يسري الجندي تعامل مع المجتمع اليهودي كأي مجتمع آخر فيه الخير والشر، لذا سيجد المشاهد شخصيات يهودية خيرة وأخرى شريرة ويطّلع على تحالفات اليهود مع المنافقين الموجودين في يثرب مثل عبد الله بن أبيّ الذي كان يستعد لينصب نفسه ملكا على يثرب قبل ظهور الدعوة النبوية وهجرة المسلمين للمدينة المنورة. وقال القباني ردا على سؤال إنه لا يعتقد بأن أيا من الأعمال التاريخية يخلو من إسقاطات على الحاضر. فالمسلسل يوضح الأسباب الموضوعية التي دعت المسلمين للقضاء على يهود خيبر، وهو أمر يمكن أن يكون موضوعيا لما يجري حاليا على الساحة العربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومشاكل أخرى تتعرض لها الأمة العربية. ولفت القباني -وهو رئيس منتدى النقد الدرامي بالأردن الذي شكّل مؤخرا- إلى أن أجواء التصوير كانت لطيفة، معتبرا مشاركته تجربة مهمة في التعرف على إمكانات الفنانين خاصة الزملاء المصريين وإن كانوا يعانون من مسألة عدم تعودهم على التمثيل باللغة العربية الفصحى (دون أن أغفل أن بعضهم متمكن من أدواته ولغته).