أظهرت دراسة حديثة أن القوانين الأسترالية التي تفرض بيع السجائر في علب خضراء قاتمة عليها تحذيرات صحية توضيحية تجعل المدخنين يفكرون أكثر في الإقلاع عن التدخين. لكن صانعي السجائر ينفون تأثر مبيعاتهم بذلك بدرجة تذكر. وأصدرت أستراليا في أواخر العام الماضي أشد القوانين صرامة في العالم بخصوص بيع السجائر في علب غير جذابة، وتعتزم دول أخرى مثل نيوزيلندا وأيرلندا فعل الشيء نفسه. ونشرت نتائج الدراسة في المجلة الطبية البريطانية، وأجريت بطلب من جمعية السرطان في فكتوريا. وشملت 500 مدخن أسترالي. وتعد الدراسة الأولى التي تبحث تأثير علب السجائر ذات التصميم الكئيب على خلفية من اللون الأخضر الشاحب والمطبوع عليها صور مثيرة للاشمئزاز. وبينت النتائج أن أغلب المدخنين يرون أن السجائر أصبحت أقل إرضاء وجودة عما كانت عليه قبل عام، وقال غالبية هؤلاء إنهم يفكرون أكثر في الإقلاع عن التدخين. ولم يعد يسمح لشركات السجائر بتقديم سجائرها إلا في هذه العلب الكئيبة، وذلك اعتبارا من الأول من ديسمبر 2012. إذ تلزم السلطات الأسترالية شركات السجائر بطباعة اسمها بحجم صغير على علب السجائر، في حين تتضمن ثلاثة أرباع العلبة تحذيرات من مخاطر التدخين وصورا مثيرة للاشمئزاز مثل صور لعيون مصابة جراء التدخين وصور لسرطان الفم أو صور لرئة مدخن. وتسجل أستراليا والكثير من الدول المتقدمة انخفاضا في أعداد المدخنين نتيجة حملات التوعية والتشريعات المتعلقة بالتدخين، ويهدف هذا التشريع إلى خفض نسبة المدخنين بشكل أكبر وأسرع. وقالت وزيرة الصحة الأسترالية تانيا بليبيريسك إن المدخنين يخبروننا أن قوانين التغليف الجديدة وتحذيراتنا الصحية التوضيحية تنفرهم من التدخين، مضيفة أنه رغم عدم تغيير شركات التبغ تركيبة منتجاتها فإن المدخنين يقولون إن مذاق السجائر أصبح أسوأ منذ أن ألزمت الحكومة الشركات بالتغليف غير الجذاب. بالمقابل تقول الشركة البريطانية الأميركية للتبغ إنه رغم أن القوانين الاسترالية لا تزال في أيامها الأولى، فإن بحثا أجرته لم يظهر أي تغيير في الانخفاض المطرد في عدد المدخنين على مدى السنوات العشر الماضية. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشارت إلى أن التغليف غير الجذاب لعلب السجائر سيزيد تأثير التحذيرات الصحية ويمنع المدخنين من الاعتقاد بأن بعض المنتجات أقل ضررا ويقلل جاذبية منتجات التبغ.