على الرغم من صور العنف التي ملأت أحيائنا وقرانا ومداشرنا وأدت إلى تنامي الظواهر المشينة في مجتمعنا في السنوات الأخيرة، لاحظنا انتشار طاولات بيع ألعاب الأطفال التي تضم ألعابا خطيرة على صحة الأطفال ومؤثرة على سلوكاتهم. وهي لا تخرج عن المسدسات والبنادق بأنواعها والسيوف التي عاشرتنا على أرض الواقع بعد ترأسها للعراكات الحامية والمندلعة على مستوى الأحياء، وفي الوقت الذي كان من الواجب محاربة تلك الآفات راحت بعض الأيادي إلى نشرها حتى بين البراءة ببيع تلك الألعاب المشجعة على العنف والتي يكثر الإقبال عليها من طرف الأطفال لأجل اكتشاف تلك اللعب، دون أن ننسى العواقب الوخيمة لتلك الألعاب على صحتهم بالنظر إلى خطورة استعمالها، على غرار المسدسات متنوعة الأشكال والأحجام المرفقة بحبيبات صلبة وكأنها رصاص تستعمل في الطلقات والتي عادة ما يصوبها الأطفال أثناء لعبهم إلى نواحي حساسة على غرار الأعين مما يؤدي إلى تسجيل حالات خطيرة وإصابات على مستوى الأعين. من جانبهم الأولياء رأوا أن تلك الطاولات أضافت لهم ميزانية خاصة بالألعاب، بعد إلحاح أبنائهم على بعض أنواعها وحتى الخطيرة منها، والغريب في الأمر أنها باتت سيناريوهات متكررة في كل عيد، وعلى الرغم من الإصابات وتسجيل كوارث بسبب تلك الألعاب إلا أنها عرضها مستمر في الطاولات، والسبب هو غياب الرقابة. اقتربنا من بعض تلك الطاولات التي انتشرت قبيل وأثناء أيام العيد لمعاينة بعض الأنواع، ما شد انتباهنا أسلحة متنوعة منها المسدسات البلاستيكية وحتى الكلاشينكوفات كانت حاضرة بقوة من دون أن ننسى بعض أنواع السيوف، إلى جانب أقنعة مخيفة للوجوه عادة ما شاهدناها في أفلام الرعب، وهي كلها ألعاب ترمي إلى زرع بذرة العنف في الأطفال بدل أن تكون ألعابا تربوية مهذبة ومقومة لسلوكات الأطفال. وأظهر أغلب الأولياء غضبهم من انتشار تلك الألعاب وشغف أطفالهم بها وإلحاحهم الشديد عليها، ما أوضحته إحدى السيدات التي كانت بالقرب من طاولة لبيع تلك الألعاب على مستوى باب الوادي، إذ قالت إن تلك الطاولات تخلو من الألعاب التربوية، ورأت أن أغلبها لا تناسب الأطفال خصوصا تلك الخطيرة والتي يجهل الأطفال كيفية استعمالها ويلعبون بها بصفة عشوائية ما يؤدي إلى كوارث في العيد، لتختم بالقول إنها شخصيا تمتنع عن اقتناء تلك الألعاب لأطفالها كونها لا تحمل إلا السلبيات للطفل. اقتربنا من بائع للألعاب واستفسرناه عن سر إقدامهم في كل مرة على بيع تلك الألعاب الخطيرة على الأطفال سواء من الناحية السلوكية أو من ناحية استعمال تلك الألعاب، فرد أنهم يتبعون الإقبال عليها وشغف الأطفال بها على غرار المسدسات الحاملة لحبيبات على شكل رصاص والمشعة بأشعة الليزر، وكذلك السيوف المضيئة إلى جانب الأقنعة المخيفة التي يطلبها الأطفال بكثرة. وعن تأثير ذلك على الأطفال التزم صاحب الطاولة بالسكوت ففهمنا أن غايته الربح وتحقيق مداخيل، خصوصا وأن الأسعار كانت باهظة فالمسدسات عرضت ب 300 و400 دينار، أما الكلاشينكوف فصعد إلى 600 دينار لتتراوح الألعاب البسيطة الأخرى بين 200 و250 دينار.