احتشد الآلاف من أنصار ومعارضي حزب حركة النهضة الحاكم وسط العاصمة تونس مساء أول أمس لإحياء (عيد المرأة) التونسية، فيما اقترح الرئيس التونسي المنصف المرزوقي تشكيل حكومة وحدة وطنية لإخراج البلاد من أزمتها السياسية. ونظَّم المعسكران المتعارضان مظاهرتين منفصلتين وسط انقسامات عميقة في الشارع التونسي عقب الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي عام 2011. ففي شارع الحبيب بورقيبة، احتشد الآلاف في مظاهرة دعت إليها حركة النهضة تحت شعار (نساء تونس عماد الانتقال الديمقراطي والوحدة الوطنية). ورددت المتظاهرات اللواتي رفعن علم تونس وأعلام حركة النهضة شعارات تدعم المرأة من قبيل (المرأة تريد تطبيق شرع الله) و(الشعب يريد النهضة من جديد) و(بالروح بالدم نفديك يا شرعية) و(الله أكبر)، وأعقب ذلك مظاهرة أخرى شارك فيها آلاف المعارضين مطالبين باستقالة الحكومة. وسار المتظاهرون، الذين لبوا دعوة أحزاب المعارضة وجمعيات ونقابات، من باب المدينة إلى ساحة باردو التي شكلت مركز الحركة الاحتجاجية بعد اغتيال المعارض السياسي محمد البراهمي في 25 جويلية الماضي في ثاني عملية اغتيال من نوعها هذا العام. من جانبه، اقترح الرئيس المؤقت منصف المرزوقي تشكيل حكومة وحدة وطنية كمخرج للأزمة التي تعصف بتونس، داعياً المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) إلى استئناف عمله. وقال المرزوقي في خطاب ألقاه خلال حفل بمناسبة "عيد المرأة" التونسية، (لتكن هناك حكومة وحدة وطنية تمثل فيها كل الأطياف السياسية، وتشارك في صنع القرار وفي التأكد من أن هذه الانتخابات (المقبلة) ستكون حرة مائة بالمائة ونزيهة مائة بالمائة وأنها لن تشوبها شائبة، وتعطى كل الضمانات لمن يريدونها). وجاءت تصريحاته بعد محادثات استمرت أكثر من أربع ساعات مساء الاثنين بين زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي، لحل الأزمة، انتهت بالإخفاق في التوصل إلى أي نتائج ملموسة، غير أنه من المقرر إجراء مزيد من المحادثات في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وشدد المرزوقي على ضرورة عودة المجلس الوطني التأسيسي إلى العمل في أقرب وقت، لافتاً إلى أن كل المواضيع قابلة للحوار شريطة ألا يُملي أي طرف شروطاً مسبقة على طرف آخر، وأن يكون الحوار في إطار الشرعية. وتطالب جبهة الإنقاذ التونسية المعارِضة بحل المجلس الوطني التأسيسي وكافة المؤسسات المنبثقة عنه، وبخاصة الحكومة المؤقتة، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مستقلة ومحدودة العدد، فيما تتمسك حركة النهضة الإسلامية ببقاء المجلس التأسيسي، ولكنها تقترح في المقابل توسيع الحكومة الحالية. وقال القيادي في حركة (نداء تونس)، الأزهر العكرميإن جبهة الإنقاذ الوطني انتهت من وضع خطة تصعيدية لإجبار حكومة حركة النهضة على الرحيل. وأضاف العكرمي أن (هذه الخطة انطلقت بداية من أمس الأربعاء بإطلاق حملة (إرحل)، في كل الإدارات والمؤسسات العمومية التي تمت فيها تعيينات، لخدمة مصالح حركة النهضة، وذلك في المستويين الجهوي والمركزي). وأكد أن جبهة الإنقاذ الوطني دعت أيضاً إلى التعبئة العامّة لأسبوع أطلق عليه (أسبوع الرّحيل)، وذلك ابتداءً من يوم 24 أوت 2013. كما أنها بدأت في المشاورات حول أحداث الهيئة الوطنية العليا للإنقاذ وحكومة الإنقاذ الوطني المستقلة التي من المتوقع أن تضم 15 عضواً برئاسة شخصية وطنية مستقلة. وفي ذات السياق نقلت قناة (المتوسط) عن رياض بن فضل، القيادي في حزب القطب الحداثي العضو في جبهة الإنقاذ الوطني، أنه سيتم الإعلان قريباً عن الدخول في عصيان مدني.