بن جعفر حليف للمرزوقي و الغنوشي يطالب بحكومة وحدة وطنية تزداد الوضعية السياسية في تونس هشاشة مع تواصل احتجاجات المعارضين للترويكا الحاكمة، و قد بدأ الشرخ و التصدع في صفوف الحلف الثلاثي حيث طالب حزب مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي بحكومة وحدة وطنية بديلا للحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة و قال أن من شأن حكومة الوحدة الوطنية أن تضمن تمثيلا أوسع لشرائح كثيرة من المجتمع التونسي و طالب حكومة النهضة بالرحيل. مهددا بانه إذا لم تستقل حكومة علي لعريض فإن الحزب سينسحب من الترويكا حسب ما صرح قيادي بالحزب لوكالة رويترز. و من التحالف الذي يجمعه بحزب الرئيس المرزوقي المؤتمر و بحركة النهضة التي يتزعمها راشد الغنوشي. و كان مصطفى بن جعفر ذاته قبل يومين قد وقف ضد تجميد 42 من اعضاء المجلس التأسيسي لعضويتهم في الهيئة التي يرأسها في سياق احتجاجات تقوم بها أحزاب المعارضة بعد اغتيال قيادي في التيار الشعبي محمد براهمي رميا بالرصاص أمام منزله بضاحية أريانه قرب تونس العاصمة و قال أنه عمل غير مفيد و أن الوقت الذي لا يزال بعهدة المجلس قصيرو ينبغي عدم تضييعه بالمشاحنات السياسية من أجل الإسراع بإعداد دستور تونس الجديد و عرضه للإستفتاء و هي المهام الأساسية للمجلس التأسيسي الذي حصلت فيه حركة النهضة الإسلامية على أغلبية المقاعد و لكنها لم تكن قادرة على تشكيل الحكومة إلا بفضل تحالفها مع حزبي المؤتمر بقيادة رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي و حزب التكتل برئاسة مصطفى بن جعفر. و تعيش تونس هذه الأيام خصوصا بعد عملية الاغتيال الثانية في ظرف ستة أشهر يتعرض لها معارض لحكومة النهضة وضعا مشابها للمرحلة التي سبقت بأيام خروج حركة تمرد في مصر للشارع و اعتصامها في ميدان التحرير مما أعطى الجيش المصري مبررا للتدخل و القيام بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي. فقد أطلقت الشرطة التونسية، أمس الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين احتشدوا في سيدي بوزيد وسط غرب تونس، للمطالبة بسقوط الحكومة التي يرأسها الإسلاميون، و قالت وكالات الأنباء أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع، عندما بدأ المتظاهرون الذين احتشدوا أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، برمي حجارة، ورددوا شعارات مناهضة لحزب النهضة الإسلامي الحاكم. و قاموا بمنع الموظفين من مزاولة عملهم، و لكن أنصارا للنهضة و التحالف الحاكم تدخلوا بدورهم و اشتبكوا مع خصومهم و طالبوا ببقاء المرافق و الإدارات العمومية مفتوحة في مهد ثورة الياسمين. و تحسبا لتطورات ميدانية قام الجيش التونسي أمس باعلان ساحة الباردو وسط العاصمة التونسية منطقة عسكرية و هي المنطقة التي كانت المعارضة تنظم اعتصامها مطالبة برحيل حكومة النهضة. و يجعل مطلب بن جعفر بحكومة وحدة وطنية حركة النهضة في موقع حرج و صعب و هي التي ظلت لشهور عديدة ترفض الخضوع لمطالب المعارضة و تتمسك بشرعيتها الشعبية التي تتدهور مع بقاء الوضع في تونس يسير نحو المزيد من عدم الاستقرار.