التنظيم يختار محمود عزّت مرشدا مؤقّتا اعتقال محمد بديع وقياديين في الإخوان بمصر اعتقلت الأجهزة الأمنية المصرية فجر أمس الثلاثاء المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع في شقة سكنية بمدينة نصر شرق القاهرة. وقال مراسلون إنه تم القبض أيضا على رجل الأعمال حسن مالك القيادي بجماعة الإخوان، وكذلك يوسف طلعت المتحدث باسم التحالف الوطني لدعم الشرعية، وقد نقل التلفزيون الرسمي خبر إلقاء القبض على بديع، ونشر صورا لعملية اعتقاله. وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية (إن أجهزة الوزارة نجحت في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء في تحديد مكان بديع في إحدى العمارات بشارع الطيران، وقامت قوة من العمليات الخاصة والأمن المركزي مع ضباط المباحث والأمن الوطني بحصار العقار والوحدة السكنية بعد التأكد من وجود بديع فيها، وآخرون معه، وقاموا بالقبض عليه). واعتبر المصدر في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أن (القبض على بديع عملية مهمة تؤكد نجاح وزارة الداخلية في فرض سيطرتها الأمنية ونجاح جهودها في استعادة الأمن والأمان إلى الشارع المصري بعد الأعمال الإرهابية التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمين خلال الفترة الماضية في الشارع المصري). وقالت مصادر إنه جرى نقل بديع إلى سجن العقرب شديد الحراسة، وأضافت أن هناك أنباء عن أن معاملة بديع تمت بصورة لائقة، وكان ذلك واضحا من خلال الفيديو الذي بثته وسائل إعلام مصرية، كما نشرت وزارة الداخلية صورا على فيسبوك لمرشد الإخوان لحظة اعتقاله. وكانت النيابة العامّة قد أصدرت أمرا بالقبض على مرشد الإخوان المسلمين بتهمة التحريض على العنف. يأتي القبض على بديع بعد ستة أيام من فض السلطات بالقوة اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة العدوية وميدان النهضة مما أسفر عن ارتكاب مجزرتين راح ضحيتهما مئات القتلى برصاص قوات الأمن والجيش. وأحيل بديع (70 عاما) على محكمة الجنايات بتهمة التحريض على قتل ثمانية متظاهرين أمام مقر مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين نهاية جوان الماضي. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن محاكمة بديع ستبدأ الأحد القادم الموافق ل 25 أوت الجاري. وكان بديع طالب في الخامس من جويلية الماضي في خطاب أمام المتظاهرين بميدان رابعة العدوية بإعادة مرسي إلى منصبه، مشددا على أن المتظاهرين سيبقون في ميادين الاحتجاج إلى أن يتحقق مطلبهم، معتبرا أن عزل الرئيس وكل الإجراءات التي تلته (باطلة). وأكد مرشد الإخوان حينها على سلمية المظاهرات قائلا إن (الإخوان بصدورهم العارية أقوى من الرصاص، وسلميتنا أقوى من الدبابات). يُشار إلى أن بديع ولد عام 1943 بمدينة المحلة الكبرى، وهو المرشد الثامن لجماعة الإخوان المسلمين حيث انتخب بال16 من جانفي 2010 خلفا للمرشد السابق مهدي عاكف. وبديع حاصل على الدكتوراه في الطب البيطري، وسُجل ضمن أعظم مائة عالم عربي وفق الموسوعة العلمية العربية، وقد انضم لمكتب الإرشاد بالجماعة في مصر منذ العام 1993، وقد صدرت في حقه مذكّرة ضبط وإحضار بعد الانقلاب العسكري في الثالث من جويلية الماضي. وفي قضايا سابقة حكم عليه عام 1965 بالسجن ل15 سنة حيث سجن مع سيد قطب، قضى منها تسعَ سنوات وراء القضبان، كما سجن لمدة 75 يوما في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف عام 1998، وحكم عليه عام 1999 بالسجن خمس سنوات في قضية النقابيين. وألقت السلطات المصرية في السابق القبض على عدد من الأعضاء القياديين بجماعة الإخوان المسلمين، بينهم الرجل الثاني بالجماعة خيرت الشاطر. هذه تفاصيل الاعتقال.. وشاية فتوقيف وكشف مصدر أمني تفاصيل عملية اعتقال محمد بديع، وقال المصدر إن أحد سكان منطقة رابعة العدوية اتصل بجهاز الأمن الوطني، وطلب لقاء أحد القيادات بالجهاز، وقال إن لديه معلومات مهمة جداً تخص الأمن القومي. وأوضح المصدر أن شاهد العيان، قال إنه يقيم في شقة تطل على البناية رقم 84 عمارة بشارع الطيران بميدان رابعة العدوية، مشيراً إلى أنه شاهد المرشد العام للإخوان محمد بديع في شقة مواجهة له، وأضاف أنه يشاهد أيضاً العديد من الأشخاص الغرباء عن المنطقة يقفون في محيط البناية، ويتغيرون باستمرار كل ست أو ثماني ساعات ويشتبه في أنهم من الحراسة الخاصة بالمرشد. وأشار المصدر إلى أن قيادات جهاز الأمن الوطني، اتصلت بوزير الداخلية، وأبلغته بالمعلومات المتوافرة لديها، منوهة بأن الوزير أصدر تعليماته بمراقبة الشقة وإلقاء القبض على المرشد في أقرب وقت ممكن. ولفت المصدر إلى أنه تمت مراقبة المنطقة، وأوضح أن جهاز الأمن الوطني تعرف على الأشخاص الذين يراقبون الوضع أمام البناية التي يقيم فيها المرشد، وتبين أنهم من عناصر التنظيم السري للإخوان، ويقوم أفراد هذا الجهاز بحراسة قيادات جماعة الإخوان. وأكد المصدر أن محمد إبراهيم وزير الداخلية، أبلغ الفريق السيسي، بما لديه من معلومات بعد التأكد منها بدرجة مائة بالمائة، فأمر بسرعة القبض على (الصيد الثمين). وأضاف المصدر أنه تم اعتقال هؤلاء الأفراد، بالإضافة إلى المرشد العام ويوسف طلعت القيادي في (التحالف الوطني لدعم الشرعية). ولم يتعرّض المتبوئ لمنصب المرشد العام للجماعة للاعتقال طوال تاريخ الجماعة، حتى في أشد صراعاتها مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أو في عهد الرئيسين أنور السادات أو حسني مبارك، وكانت الاعتقالات تقتصر على قيادات الصف الثاني بالجماعة، مما يجعل اعتقال المرشد تصعيداً غير مسبوق من قبل سلطات النظام الحالي، بعد الانقلاب على نظام محمد مرسي. محمود عزّت مرشدا عامّا مؤقّتا للجماعة وتساوقا مع الموقف أعلنت جماعة الإخوان المسلمين بمصر رسميا عن تولي محمود عزت نائب المرشد العام للإخوان منصب المرشد العام للجماعة بشكل مؤقّت. ونقلت بوابة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين أن تولي عزت المنصب (يأتي في أعقاب اعتقال قوات أمن الانقلاب العسكري الدموي الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة فجر الثلاثاء). وكانت تقارير إسرائيلية قد ذكرت أن عزت نجح في الفرار إلى قطاع غزة بعد عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي. والمرشد المؤقت حاصل على دكتوراه في الطب، ودبلوم معهد الدراسات الإسلامية، وإجازة قراءة حفص من معهد القراءات، وانتظم في صف (الإخوان) سنة 62، واختير عضوًا في مكتب الإرشاد سنة 1981، له عدة بحوث وأنشطة في مجال مقاومة عدوى المستشفيات في مصر وفي بريطانيا، وعدة بحوث في الأمراض الوبائية في مصر، مثل الالتهاب السحائي الوبائي، ووباء الكوليرا.