بدأت نيابة مصر الجديدة، أمس الثلاثاء، التحقيق مع مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع في سجن طرة (جنوب شرق)، بعد أن تم القبض عليه في الساعات الأولى من صباح أمس. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين رسميا تولي القيادي محمود عزت، نائب المرشد العام، منصب المرشد العام بشكل مؤقت، وذلك في أعقاب اعتقال بديع. وأفادت مصادر إعلامية في القاهرة أنه تم إلقاء القبض على بديع داخل شقة سكنية بالقرب من منطقة رابعة العدوية، وعلى الإثر قام عناصر من الأمن المصري بمرافقة بديع إلى داخل سيارة تابعة لهم واقتادوه إلى أحد المراكز الأمنية. وأوضحت ذات المصادر أنه تم رصد بديع مع أحد مرافقيه في وقت سابق يوم الاثنين، ثم وضعت خطة محكمة لاعتقاله في الشقة القريبة من رابعة العدوية، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تقدمت من عدة جهات من موقع الشقة، ثم داهمتها وفاجأت بديع ومرافقه. ووفقا للأنباء، فقد كان بديع مختبئا في منزل النائب السابق والقيادي بالجماعة حازم فاروق، الذي لم يكن في المنزل عندما ألقي القبض على بديع. وإلى جانب بديع، ألقت قوات الأمن القبض على مرافق بديع وعضو الجماعة يوسف طلعت، إضافة إلى شخص فلسطيني. وأشار إلى أنه سيحال في وقت لاحق إلى النيابة العامة للتحقيق معه في التهم الموجهة إليه. وكانت النيابة العامة المصرية أمرت في الرابع والعشرين من جويلية الماضي وللمرة الثانية بالقبض على بديع، و8 قياديين لاتهامهم بالتحريض على العنف وحشد مجموعات مسلحة. وشملت قائمة المتهمين المطلوب ضبطهم بالإضافة إلى بديع الداعية محمد عبد المقصود، ومحمد البلتاجي، وصفوت حجازي وعبد الرحمن البر وجمال عبد الهادي وعبد الله بركات وباسم عوده وأسامة ياسين. يشار إلى أن النيابة العامة أمرت في جوان الماضي بضبط وإحضار بديع و9 متهمين آخرين من قيادات مكتب إرشاد الجماعة والمنتمين لتيار الإسلام السياسي، لاتهامهم بالتحريض على العنف الذي أدى لاشتباكات دامية أمام دار الحرس الجمهوري. ويعتبر الطبيب البيطري محمد بديع المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وأول مرشد عام منتخب للجماعة، كما بات أول مرشد عام للجماعة يتم اعتقاله، وهو مطلوب في 3 قضايا أمنية، من بينها الأحداث التي وقعت حول دار الحرس الجمهوري. وأصبح بديع، البالغ من العمر 70 عاما، عضوا في مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1993. وجاء انتخاب بديع، الذي يعد أيضاً الحاكم الأساسي والمرجعية الدينية للتنظيم ورمزه، في جانفي 2010، في أول انتخابات للجماعة وشابها الكثير من الجدل، خلف فيها محمد مهدي عاكف، الذي أصبح أول مرشد عام سابق. ولبديع ولدان أحدهما عمار الذي أفادت أنباء من داخل الجماعة بأنه قتل في 16 أوت الجاري في أحداث ميدان رمسيس.