تفاؤل حذر بشأن اعتمادها هذه هي احتمالات تصويت الكونغرس على ضربة سوريا رصد تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" ثلاثة احتمالات لنتائج تصويت الكونغرس الأمريكي المرتقب هذا الأسبوع بشأن ضربة عسكرية لنظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، ورأى التقرير أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدا مترددا في طريقة تعامله مع الأزمة السورية منذ بدايتها. قال التقرير إن أوباما وضع نفسه في مغامرة سياسية كبيرة داخل بلاده وخارجها عندما طرح قرار الضربة للتصويت في الكونغرس، وإن طريقة تعامله مع الأزمة السورية وضعته في مواقف غير ثابتة. ففي عام 2011 أعلن أوباما أن الأسد فقد شرعيته ويجب إسقاطه، ثم قال العام الماضي إن استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية سيعد عبورا للخط الأحمر مما يستوجب ردّا أمريكيا، ورغم اقتناع أوباما بأن الأسد عبر خطوطه الحمر بارتكابه مجزرة الغوطة وإعلان أوباما أن الضربة العسكرية باتت محسومة فإنه عاد إلى التردّد الأسبوع الماضي وقرّر تأجيل الضربة إلى حين الحصول على دعم الكونغرس. وقال التقرير إن هناك ثلاثة احتمالات لنتائج التصويت. ففي الاحتمال الأوّل قد يصوت الكونغرس لصالح الهجوم، وهذا يعني أن الحكومة ستتصرف على نحو يعارض توجهات الرأي العام الذي أوضحت استطلاعات الرأي أنه لا يوافق على الهجمة. وثانيا قد يرفض الكونغرس الهجوم فيقرّر أوباما تنفيذ الضربة العسكرية، لكن هذا التصرّف قد يحدث انشقاقا في الحكومة ويدفع خصوم أوباما المحافظين إلى استفزاز الرّأي العام ضده استنادا إلى التبعات الاقتصادية التي يمكن أن تنشأ عن هذه الهجمة في ظل الصعوبات المالية التي ما زالت الميزانية تعاني منها. ويقول التقرير إن الاحتمال الثالث يفترض اعتراض الكونغرس على الهجمة ورضوخ أوباما للتصويت، وهو ما يعني ظهور الرئيس في صورة العجز وفقدان مصداقيته بصفته زعيما للقوة العظمى في العالم. ولتجنّب هذه الاحتمالات التي يبدو أن أحلاها مر، يقول مستشار الأمن القومي السابق زبيغنيو بريجنسكي إن رجوع أوباما إلى الكونغرس لم يكن ضروريا إذ كانت هذه الخطوة سببا في طرح احتمالات لتداعيات معقدة. لكن أوباما صرح سابقا بقوله إنه كان بإمكانه التصرف من دون العودة إلى الكونغرس لكنه يرى أن من المهمّ الحصول على دعمه، مشيرا في الوقت نفسه إلى التزامه بمسؤوليته في الحفاظ على الأمن القومي للولايات المتحدة. ويعلّق بريجنسكي بأنه لم يعد أمام أوباما خيار آخر سوى تنفيذ الضربة، ومع أنه يرى أن الضربة لن تكون مجدية بمنع الأسد من استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى فإنه يأمل أن تسمح بإعادة طرح الخيار الدبلوماسي كحل للأزمة. وقد يصعب التكهّن بنتائج التصويت المرتقب على الرغم من موافقة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي الأربعاء بأغلبية عشرة أعضاء مقابل سبعة على الضربة خلال فترة أقصاها شهران، ويمكن تمديدها شهرا آخر بشروط معينة. ومن المقرّر أن يناقش مجلس الشيوخ بكامل هيئته في الجلسة العامة التي سيعقدها هذا الأسبوع التفويض الذي طلبه أوباما للقيام بالضربة، كما سيناقش مجلس النواب مشروع القرار ليقدم مجلسا الكونغرس صيغة قرار موحدة إلى الرئيس أوباما للمصادقة عليها. ومع أن مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون قد اعتاد على رفض مبادرات أوباما السابقة، فقد أعلن كل من رئيس المجلس الجمهوري جون بونر ونائبه أريك كانتور دعمهما لقرار أوباما، كما أيدت زعيمة الأقلية الديمقراطية بالمجلس نانسي بيلوسي توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، لكن عددا من النواب الديمقراطيين ما زالوا يرفضون قرار أوباما رغم كونهم في معسكره.