لازالت ظاهرة المعاكسات تصنع الحدث على مستوى الشوارع وبعد أن كنا نصادفها من شبان يافعين صارت تحدث حتى من شيوخ غزا الشيب شعرهم بل هم الفئة الأكثر ميلا إلى تلك السلوكات السلبية بحيث باتوا يركضون وراء فتيات في عمر بناتهم بل حفيداتهم. ذلك ما اشتكت منه معظم النسوة والفتيات بسبب ما رأينه من سيناريوهات عجيبة كان أبطالها هؤلاء الشيوخ ولا نقل كلهم بل بعضهم كون أن هناك من الشيوخ من لازالوا يتحلون بالأنفة والخصال الحميدة وتفادوا الانحطاط إلى تلك المستويات المتدنية. إلا أن هناك فئات أخرى من الشيوخ اختاروا المعاكسة كحرفة لهم على مستوى الشوارع بعد مللهم من الفراغ القاتل ووجدوا في المعاكسة وإطلاق بلائهم على غيرهم، الحل الذي يسدون به ذلك الفراغ مما انقلب بالسلب على هؤلاء النسوة ولم يقتصر الأمر على الفتيات العازبات بل حتى المتزوجات اللائي ضقن ذرعا من التصرفات الصادرة عن بعض أصناف الشيوخ، وأصبحت الظاهرة شائعة بمختلف المناطق والشوارع حيث احترف بعض الشيوخ المعاكسة واتخذوها كسبيل لقتل الروتين اليومي وتجرؤوا حتى على التلفظ بألفاظ بذيئة لا توافق البتة سنهم وشيبهم الذي يفترض أن يكون مصاحبا بالوقار، إلا أنهم لم يسلموا من بعض النسوة اللواتي ينطلقن في نعتهم بأقبح الصفات بعد أن يتذمرن من السلوك الصادر من شيخ طاعن في السن، فلو صدر عن شاب متهور لهان الأمر ذلك ما عبرت به الكثير من الفتيات بعد اصطدامهن بمثل تلك المواقف الغريبة والعجيبة الدخيلة على مجتمعنا كون أن الشيخ الطاعن في السن يعد بمثابة القدوة للآخرين ويحظى من طرف الجميع بالكثير من الاحترام والتقدير إلا أن السلوكات الصادرة من طرف البعض هدمت نوعا ما من تلك المعاني السامية بعد أن بات بعض الشيوخ يلهثن وراء بنات في عمر حفيداتهم دون أدنى ضمير ويتلفظن بألفاظ يستحي حتى الشاب المتهور من تلفظها. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض النسوة اللواتي فقلن الكثير في هذا الباب حيث قالت السيدة خديجة أنها كثيرا ما تعرضت إلى مثل تلك المواقف من طرف شيوخ كبار بل أبالسة كون أن الشيخ المحترم لا يجرؤ على القيام بتلك الأفعال التي لا ينتظرها المرء منا حتى من شبان متهورين، ولم يكتف برمق النسوة بنظرات بل راحوا يتلفظون بألفاظ خادشة للحياء وإطلاق إيماءات يندى لها الجبين تمس كلها بفئة الشيوخ كفئة لها وزن في المجتمع الجزائري كونهم تربت على أياديهم أجيال إلا أن الناس معادن وأصناف وليس كل الشيوخ متشابهون فمنهم الصالح ومنهم سيء الأخلاق بدليل السلوكات المنحطة لبعض فئاتهم والتي تضايق الأوانس وحتى السيدات على مستوى الشوارع، لذلك وجب وضع حد لتلك الممارسات المشينة التي غزت مجتمعنا من كل جانب لاسيما وأنها تصدر من فئات من الأولى أن تكون مثالا يقتدي به الآخرون.