أكد أرنود فان دورن القيادي السابق في حزب الحرية الذي يتزعمه خيرت فيلدرز المعادي للإسلام أنه على وشك الإعلان عن تأسيس حزب وطني هولندي جديد، يستمد مبادئه من القيم الإسلامية. وأعرب دورن عن عزمه المشاركة بالحزب في الانتخابات البرلمانية والبلدية القادمتين. وأوضح فان دورن (48 عاما) أن تأسيس الحزب يعود إلى الحاجة الماسة لحزب إسلامي على المستوى الوطني، خاصة مع تزايد الإسلاموفوبيا وتنامي العنصرية وغياب الجهات المدافعة عن حقوق المسلمين في تكافئ فرص العمل والتعليم والصحة. وأضاف "تلقيت العديد من الطلبات من المسلمين للمبادرة فتحملت مسؤوليتي. وأنا عازم على الإعلان عن الحزب بصفة رسمية خلال الأيام القادمة". وقد أعلن فان دورن أواخر شهر فبراير الماضي على صفحته على تويتر اعتناقه الإسلام، وهو ما أثار ضجة إعلامية داخل هولندا وخارجها، وجدلا واسعا بين مشكك في حقيقة إسلامه، ومؤيد لحريته الشخصية، خاصة أنه عرف أثناء وجوده في حزب الحرية بعدائه للإسلام والمسلمين. حزب للمسلمين وغيرهم وبيَّن فان دورن أن الهدف من مبادرته هذه هو رفع مستوى تمثيل المسلمين في البرلمان الهولندي، بما يتناسب مع عددهم في هولندا، والسعي لتوحيد المجتمع وفق قيم جديدة، بغض النظر عن الدين أو العرق، وبما يحفظ حق المسلمين كمواطنين في هذا المجتمع المتعدد. وأضاف فان دورن أن ما سيضيفه هذا الحزب للحياة السياسية في هولندا هو بالأساس مقاومة الإسلاموفوبيا، والتصدي للعنصرية، والدفاع عن حقوق المسلمين بوضوح أمام هجمة اليمين المتطرف. وأكد على أن الحزب سيعمل في إطار التصدي لتشويه صورة الإسلام، وشرح حقيقته للناس ودعوتهم إليه، قائلا "مثل هذه المهام لم تكن واضحة في الطرح السابق، وما لم تقم به الأحزاب الإسلامية السابقة". يذكر أن الأحزاب الهولندية الكبرى مثل حزب العمل، واليسار الأخضر، والمسيحي الديمقراطي، والحزب الليبرالي يضمون في تشكيلتهم البرلمانية عشرة سياسيين من أصول إسلامية، فازوا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ولكنهم ملتزمون ببرامج أحزابهم التي قد تتعارض في جزء منها مع مصالح المسلمين. وبيَّن فان دورن أن هذا الحزب لن يكون حزبا إسلاميا بمعنى الكلمة "بل سيكون حزبا للمسلم وغير المسلم، ولكنه يتخذ من القيم والمبادئ الإسلامية منطلقا له". تجارب فاشلة يذكر أن القوانين الهولندية لا تمنع تأسيس أحزاب على أساس ديني، وقد أسس المسلمون العديد من الأحزاب الإسلامية المحلية والوطنية، ولكنها باءت كلها بالفشل ولم تحظ بثقة المواطن الهولندي أو المسلم. وكان الحزب الإسلامي الهولندي اضطر إلى حل نفسه في شهر جوان 2012 بعد فشله في تجميع عدد الأصوات والأعضاء اللازمين لاستمرار عمله. وبيَّن رئيس الحزب الإسلامي المنحل هاني كرايفت أنه بالرغم من قناعته بضرورة وجود حزب يمثل المسلمين نظرا لتصاعد الإسلاموفوبيا والعنصرية، وتعالي أصوات اليمين المتطرف، فإن المسلمين لم ينجحوا في توحيد صفوفهم. وقال كرايفت "لا مفر للمسلمين من وجود جهة سياسية تدافع عن مصالحهم"، وأضاف "للأسف إن التجاذبات العرقية واللامبالاة أفشلت المحاولات السابقة". وحول فشل التجارب السابقة في إقامة الأحزاب الإسلامية في هولندا والانقسام الحاد بين المسلمين، قال فان دورن إنه شخصيا لا ينتمى إلى أي طرف، وإنه سيفتح أبوابه للجميع. واعتبر أن "الفرصة سانحة اليوم أكثر من أي وقت مضى للعمل المشترك بين المسلمين داخليا وخارجيا، وأن الشباب هو من يتصدر العملية السياسية اليوم، ولذلك نتوقع تفهما ومسؤولية أكثر منه. وحول إمكانية تسخير خبرته في حزب الحرية الذي انتمى إليه حتى عام 2011، وعمله في بلدية لاهاي الحالية، في تطوير الحزب الجديد قال فان دورن "خبرتي كمحاور سياسي وقيادي في حزب الحرية والتدريبات الإعلامية والقيادية التي حصلت عليها، ستكون كلها على خدمة الحزب الجديد والأقلية المسلمة". ونفى فان دورن ما يروج من حديث عن اندماج الحزب الجديد مع الأحزاب السابقة، قائلا "ليس هناك اندماج، كل ما في الأمر أني وضعت خطة عمل مشترك مع الحزب الإسلامي المحلي في مدينة لاهاي، ولكن لا توجد أحزاب إسلامية على المستوى الوطني ليتم التحالف معها".