أحبط أفراد حراس الحدود أمس الجمعة بنواحي العريشة (ولاية تلمسان) محاولة إدخال 10 قناطير من الكيف المعالج قادمة من المغرب، حسب ما أفادت به مصالح الدرك الوطني. مكّنت هذه العملية التي جرت في ساعة مبكّرة من صباح أمس من توقيف شخص يحمل الجنسية المغربية وشريكه الجزائري، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية عن المصدر نفسه. وقد جاءت العملية إثر ورود معلومات إلى ذات المصالح مفادها أن كمّية كبيرة من المخدّرات يعوّل تهريبها نحو الجزائر انطلاقا من المغرب، ممّا استدعى تكثيف دوريات الحراسة وتعزيز المراقبة من قِبل حرّاس الحدود. وقد تمّ ضبط السيّارة التي كانت تحمل هذه السموم على بعد كيلومترين من الشريط الحدودي بالمنطقة المسمّاة البويهي بعد ملاحقتها من قِبل حراس الحدود باستعمال مركبات مدعّمة بدورية مترجلة، كما أشير إليه. وتبيّن أن سائق المركبة -التي لا تحمل ألواح ترقيم- مغربي الجنسية ويبلغ من العمر 40 سنة، وخلال تفتيشها تمّ العثور على كمّية الكيف المذكورة معبّأة في 40 كيسا، واتّضح أن نوعية المخدّرات من الصنف الرفيع الذي يتمّ تداوله بأسعار مرتفعة بالمقارنة مع أصناف الكيف المحجوزة سابقا، وفق نفس المصدر. كما تمّ العثور داخل السيّارة على أسلحة بيضاء ومبلغ مالي يقدّر بأكثر من 15 ألف درهم مغربي. وبعد فتح تحقيق في القضية واستجواب الموقوف تمّ في ظرف ساعتين تحديد هوّية شريكه (47 سنة) وتوقيفه ببلدية العريشة محلّ إقامته وهذا بالتنسييق مع فصيلة الأبحاث للدرك الوطني. وتأتي محاولة إدخال هذه المخدّرات مرورا بمنطقة العريشة على بعد حوالي 100 كلم جنوب عاصمة ولاية تلمسان في ظلّ تعزيز التواجد الأمني بالمناطق الحدودية الأخرى التي تعرف بأنها ممرّات لمهرّبي الوقود، تضيف ذات المصالح. ويشكّل تهريب المخدّرات إحدى الانشغالات الكبيرة بالنّظر إلى الأبعاد التي أخذتها هذه الآفة في الأشهر الأخيرة والكمّيات المتزايدة التي يتمّ حجزها مرارا وتكرارا، سواء بالقرب من الشريط الحدودي لمنطقة تلمسان أو بالولايات المجاورة. وقد دقّ ناقوس الخطر مرّة أخرى بمناسبة عقد بوهران مؤخّرا الدورة ال 22 للندوة الإقليمية الإفريقية للمنظّمة الدولية للشرطة الجنائية (الأنتربول). وقد كان تهريب المخدّرات أحد المواضيع الرئيسية التي جرى مناقشتها بالمناسبة. وأكّد مندوبو زهاء 40 بلدا إفريقيا على الخطر الذي يشكّله هذا التهريب كجريمة عابرة للحدود، كما شدّدوا على ضرورة تنسيق كلّ الجهود لمكافحة هذه الآفة.