تدنّت أسعار أضحية العيد هذه الأيام بشكل (جد ملحوظ) بالأسواق الأسبوعية للمواشي بولاية الجلفة، حسب ما تمّ الوقوف عليه ميدانيا بهذه الفضاءات التجارية التي تعرف حركية دؤوبة وتوافدا كبيرا للمواطنين من مختلف ولايات ربوع الوطن. وقد أجمع عدد من الموالين وتجار المواشي بأن أسعار الأضاحي هذه السنة عرفت انخفاضا كبيرا وصل في كثير من الأحيان إلى 10 ألف دج للرأس الواحدة بالمقارنة مع أسعار السنة الفارطة. وقد تدنّى سعر الكباش إلى حدود 50 إلى 60 ألف دج بعدما كان سعرها خلال العام الماضي يفوق 60 ألف دج للنوع الذي يكثر عليه الطلب الذي يتجاوز سنه 4 سنوات بحجم كبير ويحمل على رأسه (قرون) لولبية. كما عرفت الخرفان التي لا يتجاوز سنها عاما واحدا وتسمى ب(العلاليش) ويناهز وزنها بين 25 إلى 35 كيلوغرام انخفاضا هي الأخرى في أسعارها التي تراوحت قيمتها بين 28 ألف حتى 38 ألف دج للرأس الواحدة، وهي التي كان سعرها العام الماضي يفوق 32 ألف دج، وهو الأمر نفسه بالنسبة للخرفان التي يفوق سنها سنتين وتقارب أن تكون كباش تسمى ب(الثنيان) انخفضت أسعارها من 50 ألف دج إلى حدود 45 حتى 38 ألف دج. وحسب المهتمين والعارفين بخبايا السوق، فإن هذه السنة تمّ الوقوف على وفرة كبيرة في رؤوس الماشية قابلها (فتور) في عملية البيع التي أثرت على الموال بشكل كبير. وفي هذا الصدد، أكد أحد الموالين في سوق الماشية (عين الرومية) الواقعة على بعد 30 كيلومتر جنوب الولاية، بأن هذه السنة يتكبّد المربي خسائر معتبرة فبعد أن عانى الأمرين في تحضير رؤوس الماشية من خرفان وكباش يتفاجأ بفتور في السوق وفي كثير من الأحيان دخول السوق كالخروج منه بدون بيع أو مساومة تقتضي تحقيق هامش قليل من الفائدة. ومن بين ما يعانيه الموال -على حد تعبيره- مشكل الأعلاف، أين يتطلب تحضير الخروف لمدة وجيزة لا تزيد عن ستة أو سبعة أشهر 10 آلاف دج أو أكثر، بالإضافة لتكاليف أخرى ككراء المراعي وشراء صهاريج الماء إذا كانت نقطة المياه بعيدة. وبعد كل هذا يتم الولوج إلى السوق بكراء الشاحنة، علما أن الخروف الواحد يأكل ما مقدراه 1 إلى 2 كيلوغرام من الشعير يوميا، في الوقت الذي تقوم فيه تعاونية الحبوب بدعم الموّال مرة واحدة في السنة وتقديم له حوالي رطل لكل رأس غنم، وهو ما يعتبر ضئيلا وغير كافٍ في ظل تقلص مساحات الرعي ومشكل الجفاف، على حد تعبيره. وعن تدني الأسعار، تمّ الوقوف على وجهة نظر أخرى لعدد من تجار المواشي أو بالأحرى تجار المواسم -كما ينعتهم البعض في هذه الفترة بالذات التي تسبق عيد الأضحى- وهي أن ركود عملية البيع هي السبب، مرجعين ذلك وبصوت عالٍ بقولهم: (يا أخي غلق الحدود هو السبب) ويقصدون في كلمتهم هذه بدون تلميح أو إشارة إلى الإجراءات التي اتّخذتها الدولة مؤخرا لمحاربة مختلف أشكال التهريب عبر الحدود الشرقية والغربية للبلاد. وبين مؤيد لعملية غلق الحدود وناقم على هذه الإجراءات الحازمة للدولة، تمّ التأكيد بمختلف أسواق الجلفة لا سيما من بعض الموالين والتجار على حد سواء بأن هذا العام هو عام (الزوالي) وبتعبير فيه نوع من المزحة (عام الزوالي الذي لا يكتفي بذبح أضحية واحدة بل يذبح أضحيتين هذا السنة). للإشارة، تعتبر ولاية الجلفة مقصدا كبيرا للمواطنين والتجار على حد سواء لاقْتناء أضاحي العيد لجودة منتوجها والعرض الكثير بمختلف أسواقها الأسبوعية على غرار سوق حاسي بحبح و(عين الرومية) و(البيرين) ومسعد، بالإضافة لسوق عاصمة الولاية الذي يفتح أبوابه كل يوم اثنين.